فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

استقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استشارات مختلفة الأوزان والأحجام في بداية الحرب العدوانية على اليمن. وكان الأستاذ اللامع كضوء الحقيقة محمد حسنين هيكل، الذي استقدمه أكثر من مرة ليشير عليه ماذا يفعل خاصة أن هناك في مصر ضائقة مالية أولها ضيق العثور على رغيف خبز المصريين وأوسطها التزامات مصر أمام المحفل الدولي وليس آخرها تنفيذ مشروعات تنموية عاجلة، يأتي تجديد أو إضافة السكك الحديدية ضمن هذه المشروعات التنموية التي لا بد من إنجازها في أقل فترة ممكنة. وبينما مال بعض الآراء إلى ضرورة قبول مليارات خليجية مقابل بضع كتائب عسكرية تقاتل في اليمن ضد "جماعة الحوثي"، ارتأى بعضهم أن تكون هذه الكتائب استشارية لوجستية تمد المحاربين بالمشورة والخبرة، غير أن هيكل وبصريح العبارة قال للسيسي ولمن حوله إن الشعب المصري يكفيه ما فيه وأنه بسبب حرب اليمن لما يزل يعاني وأنتم ممن عانى ويعاني مأساة قتل 100 ألف جندي مصري، ضمنهم قيادات بارزة. إن مصر على خط المواجهة مع "إسرائيل" حتى اليوم، وأن مصر قد استنقذت بعض أرضها في سيناء التي ما زالت ناقصة السيادة بحكم اتفاقية كامب ديفيد، ولأن مصر وفق حقوقها الخاصة والتزاماتها القومية من السهل عليها الحصول على مليارات مضاعفة من مصادرها الخاصة ومن مصادر عربية خليجية، فنحن سياجها وعمقها الاستراتيجي، وعليهم أن يدفعوا مقابل ذلك، خاصة ومحاضر جلسات الراحلين الملك فيصل وعبدالناصر ثم السادات وفهد بن سعود تلك المحاضر التي يمكن العودة إليها، والتي تمت بحضور السيد أشرف مروان سكرتير رئاسة الجمهورية للمعلومات والتي يقول مضمونها إن الخليج رهن إشارة مصر فيما تحتاج إليه من دعم مقابل حمايته من الأعداء خاصة الإيرانيين والكيان "الإسرائيلي" الذي احتل أجزاء من مصر وسوريا والأردن في ظرف 10 أيام.
أنصح لكم يا فخامة الرئيس لا تكرروا أخطاء حرب كان من نتائجها الهزيمة سنة 76. على الجميع أن يعلم أن الشعوب التاريخية العظيمة تستمد نصرها من امتدادها الحضاري وإرثها الخطير. وإن الشعب اليمني شعب حضاري مجيد ذو عراقة تليدة. فمعذرة يا فخامة الرئيس إن كنت قد أسرفت في الكلام، ولكن أداء الأمانة يقتضي ذلك. 
وسافر وزير الخارجية المصري إلى الرياض وقابل الملك سلمان ليبلغه قرار مصر عدم استعدادها لحرب ثانية مصرية في اليمن. كما أبلغه أموراً أخرى. 
لقد مضى اليمنيون وبدون ضجيج إعلامي بعزيمة لا تلين يبذلون أرواحهم رخيصة في الدفاع عن اليمن، والجود بالروح أقصى غاية الجود، وبصدق القول لا نكر ذلك غير مخذول في أن حرباً دامت 6 سنوات تدخل في تحدٍّ صارخ ضد كل ظروف الابتزاز والرعونة وغشامة القوة وطاغوت الاستكبار. ومن حق أي مخذول مكابر أن يقول ويكرر القول إن هذا الصمود الباسل ليس إلا كذبا مفترى، ولقد قالوا إن الحوثيين يعتمدون السحر الذي جعل كل سلاح العالم يسقط من أعالي الهضاب، وأن هذا السحر هو سبب إحراق أخطر الآليات بولاعة، هذا سحر مبين... فهذا شأن كل مخذول. كما أن من حق كل مؤمن أن يعزو هذا الصمود وهذه البسالة وهذا الإصرار على تحقيق عشرات بل ومئات الانتصارات إن هو إلا توفيق المولى عز وجل للمؤمنين المظلومين، وأن أي دولة كبيرة ليس بإمكانها إلا أن تسقط تحت تحالف دولي جلب خيله ورجله على شعب غير معتمد إلا على الله وسواعد أبنائه الأقوياء بقوة الله، وأن هذه العزيمة ما كان لها أن تصمد هذه السنوات كلها إلا بتأييد الله الذي ينصر المظلومين ويمدهم بهذا المدد الإلهي تحقيقاً لوعد الله "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم". والله غالب على أمره ولو كره الكافرون.

أترك تعليقاً

التعليقات

خالد عبد الهادي
  • الخميس , 20 أغـسـطـس , 2020 الساعة 10:14:05 AM

لم يكن يوما الأستاذ هيكل مراسلا لمجلة المصور، هذا بداية. ثانيا، فالحرب العالمية الأولى وضعت أوزارها سنة 1918، بينما الأستاذ هيكل من مواليد سبتمبر 1923..