فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
ظن كثير من سكان عامة اليمن الواحد أن العالم يكرر حماقة أول عدوان عالمي مدفوع الأجر على صنعاء وبقية حواضر وبوادي اليمن، وإن هي إلا بضعة دقائق حتى امتلأت سطوح المنازل والمدن والشوارع، بما فيها مدن يمنية ترزح تحت الاحتلال كعدن وزنجبار ومأرب.
خرجت الجموع تحتفل بنصر مؤزر صنعه أشبال أمة يمنية تأبى الضيم وتحتقر الإذلال، مستمدة ذلك العنوان من تراث تتأكد معطياته من وعد الله الذي وعد المظلومين بنصره الأكيد وضمانه بالسداد لأوليائه المبين!
أكاد أجزم أن معظم شعبنا اليمني لا يهتم بالرياضة، لأنه ليس له ما يهتم به غير هموم حياته التي يقتلها في كل لحظة وحين طيران العدوان اليهودي السعودي. ولكنه كان متربصاً بموعد كرة القدم مساء الاثنين 12/12 المؤقت بالساعة السادسة والنصف. كان ينتظر بحقيقتين متقابلتين تمام التقابل (التعارض) مسلم بهما تمام التسليم، وهما إن حصلت نكسة لليوثه الأشبال فإن السعودية اشترت العالم بفلوسها، بما فيه الأمم المتحدة وغير الأمم المتحدة، أفراداً ومؤسسات، فلا عجب أن ينكسر الأسود إما برشوة من "المهلكة"... وأما إذا انتصر الأشبال فإنما يأتي النصر توكيداً بأن آية الله تذكر بأن قدرة الله تتكرر بين حين وآخر تكسر عنجهية المتكبرين وشوكة الجبارين المتغطرسين!
أضاءت سماوات اليمن بأنوار زغاريد الصبايا والأمهات، كما أضاءت بأنوار الرصاصات وزينات مصابيح الأفراح الملونة، فكان هذا المساء عرساً بهيجاً مبتهجاً.
أما العرس الآخر فكان في قلب "اليمامة"، الرياض، عاصمة بني سعود، إذ صدحت أغاني أناشيد عطروش وأيوب وإبراهيم صادق من سيارات المغتربين اليمنيين، ولم يسع كما أكد لي مغترب يمني مرور الرياض إلا أن يوقف الحركة أمام مواكب البهجة اليمانية في شوارع "الثميري" و"الملز" و"البطحاء".
سعد اليمنيون بهذا النصر فكانت أسطح المنازل وشوارع المدن تحاول -وهي تطلق الزغاريد وأنوار طلعات الرصاص- أن تنتقم من العدوان السعودي وتثأر لشهدائنا في خطوط جبهات القتال.
إن ما حصل من ابتهاج هو عنوان شماتة بالعدوان لما تأخذ ثأرها بعد، فالعدوان ذو غور عميق في وجدان الإنسان اليمني، ولعل احتشاد الجماهير اليمنية في "اليمامة" تنشد "بالروح بالدم نفديك يا يمن" ولعل زغاريد الولائد والرجال في كل اليمن تشكل أقسى وأخطر هدف في مرمى العدوان اليهودي الحاقد!

أترك تعليقاً

التعليقات