فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

عشرات من العمال اليمنيين طُردوا من المملكة "الشقيقة" (الشقيقة: صداع نصفي). وسبب طرد العمال هو أن يصل تقرير إلى أي قسم شرطة بأن هذا اليمني يستنكف سرا مما يصنعه بنو سلول/ سعود باليمن. وقد جندت الشرطة بعض العمال ليكونوا مخبرين سريين مقابل تجديد الإقامة شهراً أو شهوراً لهذا العميل أو ذاك. والطريف أن ما روي عن مشاهدة عامل يمني بينما كان يسير في الشارع رأى واحداً من سكان "الفنادق"، فإذا بهذا العامل يبصق في وجه هذا العميل بصقة بردقان، مكللاً بعبارة: يا خائن، لعنة الله عليك وعلى من جابك!... فاحتشد لفيف من المارة، فإذا بالشرطة تلقي القبض على العامل اليمني إلى مكان مجهول، بينما قامت سيارة شرطة لتوصيل العميل الخائن إلى فندقه الكائن في "الملز"، والعامل الوطني هذا الباصق في وجه هذا الخائن على علم يقيني أنه سيلقى من العقاب ما يليق بـ"الشقيق" السعودي من عداوة تاريخية (ماركة مسجلة) ثم من حفرة العقاب إلى سيارة الترحيل، ليكون أحد نماذج العقاب البئيس.
أما الذي يعلمه العمال علماً يقينياً أيضاً هو أن شرطة المهلكة بإمكانها أن تقود هذا العامل أو ذاك فترميه إلى سيارة الترحيل ودون أن تعطيه فرصة لإبلاغ أهله على الأقل، ودونما سماع أحد يقوم بالمراجعة على هذا العامل. بل لقد حدث أن اعترض على هذا الإجراء فإذا به يرمى في سيارة الترحيل، وإخبار أهله لا يتم إلا بعد 6 شهور من عدم أي خبر، وربما يكون قد اتصل بأهله في اليمن ليبلغوا أهله في الرياض بأن عائلهم الوحيد وبعد هذه المدة قد جاز الحدود، وسيصل بعد أيام إلى وطنه.
كنت سأكتب إلى فخامة الـ(ق. ص) بعض معاناة اليمنيين، فإذا بالواقع يؤكد أن فخامته إنما هو سجين مرذول مبتذل، لا يسمح له بالحركة إلا حين يكون خارج التغطية، ليقول عبارات على شاكلة الفضيحة و"أرجله بيتحركين"... و"يستاهل البرد من ضيع دفاه" (مثل يمني).
لا تسمح السعودية لليمني بحرية الحركة، فهو (عبد) لا بد أن يستأذن، فلا يغادر مكان عمله إلا بإذن سيده صاحب الفيزا. وبالمناسبة فإن السعودية -وأسوة بالاشتراكيين- صادرت أموال اليمنيين، فاليمني لا بد أن يسجل محله التجاري باسم سعودي مقابل مبلغ مالي يدفع له كل شهر، وبعد ذلك يقوم السعودي بطرد اليمني، ويذهب السعودي واليمني فيصدر القاضي حكماً إسلامياً لصالح السعودي، لأن الشريعة على الظاهر.

أترك تعليقاً

التعليقات