فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
العلاقات المجتمعية علاقات متداخلة متشابكة وعلى درجات في المستويات والتعقيد، وهذه العلاقات تحكمها من بداية التاريخ البشري مصالح ومنافع متبادلة. وذهب الماركسيون -ومعهم كثير من الصواب- إلى أن الاقتصاد أو المادة هي التي تشكل العلاقات وتتدخل حتى في العلاقات الشخصية العائلية، بما في ذلك العلاقة الجنسية!
مدخل أو عتبة نصية للحديث عن هذه العلاقة بين الحاكم والمحكوم في عالمنا العربي والإسلامي، وكي لا نطرق الموضوع بشكل منهجي، لأن ذلك يحتاج كتباً وبحوثاً ترصد بدايات هذه العلاقات من قبل علم الاجتماع وغيره من العلوم، وإنما المراد هو رصد هذه العلاقة من حيث آنيتها الحالية، فهي علاقة ابتزاز، ينظر الحاكم إلى المحكوم باعتباره مصدر جبايات يرفد بها خزانته التي تفيأها بالانقلاب أو تزوير بطاقات لانتخابات مزورة. ومثلاً فإن أكثر من عشرين جمهورية ومملكة وإدارة وسلطة في الوطن العربي لا يستطيع المرء أن يحكم بشرعية صعودها إلى كرسي الحكم، فضلاً عن أهليتها العقلية والجسدية. ومن الطريف أن تحدد المراسيم وقتاً محدداً لمقابلة جلالته أو فخامته أو سموه. وحدث ذات مرة أن حددت للزعيم عشر دقائق لمقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، أمضياها في الحديث عن اللحم البلدي حيواناً وبشراً!!
نعم، كل شيء ملك للحاكم. وتدخل القاضي عبدالرحمن الإرياني ذات مرة عندما شكا له شيبة لديه بنت جميلة أرادها بالقوة شخص غير كفؤ، فزجره القاضي الإرياني وتوعده بالعقاب، فخاف الرجل وترك.
جدير بالمعرفة أن الحاكم يسرق وينهب ما شاء وما يشاء في الوقت الذي يشاء، لا معقب لحكمه. ولسنا نطلب الوثائق لنثبت أن الشمس مضيئة؛ فيكفي أن ننظر، وبموازنة بسيطة بين حياة الحاكم والمحكوم. والفرق بين حاكم نزيه كأنه نبي هو إبراهيم الحمدي، وأي حاكم آخر لنرى كيف أن من تلاه بينه وبينهم فرق كبير. شعوب الحاكمين تعيش في مسغبة، مرض، فقر، فاقة... والسبب عائد للأثرة وإفقار الشعب وظلمه وإذلاله.

أترك تعليقاً

التعليقات