فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يعبر المثل الشعبي عن الخبرة المتراكمة عبر قرون ليكون هذا المثل بمثابة ضوء ينتفع به السائرون في طريق حياة على درجة من المتاعب الموجعة، فالمثل حصيلة معاناة يفيد منها الآخر من الأول كيلا تتكرر المواجع والفواجع.
ونستضيف في هذه العجالة رجاء أن يفيد من المتأخرون أو المراهقون مثلاً شعبياً من أمثالنا اليمنية، وهو «عاد الجنون يشتي عقل»! ويبدو أن لهذا المثل قصة نسيتها، ولكني أحتفظ بمضمونها وهو أن هناك مجنونين رأى أحدهما الآخر يتصرف تصرفاً مزعجاً، فقال له: «يا خبير عاد الجنان يشتي عقل»!
ولأن المجنون محمد بن سلمان بلا عقل، فإنا نوجه له هذا المثل، ولقد أساء استخدام جنونه فلم يعمل حسابه لتصرفه الأحمق، واتضح أنه لا سلطان لأحد عليه وقد يكون في أسرته مجانين لهم عقول، غير أنه نهب أموالهم وزجهم في غيابات السجون!
قلنا قبل إن القائد السياسي أو العسكري هو الذي يقدر الموقف قبل وقوعه، وفي اللغة العربية توجد مفردة «الرابية» وهي جماعة الرصد، رصد الموقع الجغرافي ورصد جماعة العدوان واستطلاع نيران المعركة ثم تقدير معنويات العدو وأصالته من حيث الجنس والزمان... الخ. وقد ضحكوا على ابن سلمان اثنان من الضاحكين، الأول جهله والثاني مستشاروه من المرتزقة الذين زينوا له سوء عمله، فرآه حسناً وقد بدا الغرور في حركته أمام الإذاعي الكبير المذيع في الـ(mbc) داود الشريان، إذ قال للمذيع: إننا نستطيع اجتثاث الحوثيين من الوجود فلدينا المال... إلخ والمسألة بالكثير لا تستحق أكثر من شهرين. فخاب ظنه ليس لأنه وظف ميزانية 30 برميل بترول يومياً لصالح جهله واستدعى العالم لحرب اليمن وقتل اليمنيين وحسب، ولكن لأنه لم يعمل حسابه في أن اليمن لأهله حضارة عميقة الجذور، ونفسية خاصة تأبى الظلم عصية على الانقياد، وشخصية ذات مزاج خاص وتركيبة خاصة ليفاجأ ابن سلمان بما لم يكن يقدر أو يحتسب!

أترك تعليقاً

التعليقات