فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يموت القادة والزعماء وقد اختاروا العديد من «الصناديق السوداء» الذين أوكلت إليهم مهمات مختلفة، كلّ بحسب ذكائه واستعداده ومبادرته، إلى درجة أن يصبح هذا الأمين -كاتم السر- هو صاحب الأفكار والمقترحات والإشارات... الخ.
لقد يكون الطلب الأول الذي يريد تحقيقه الذين نجحوا في إنجاز ثورة أو حركة هو البحث عن ثروة خلّفها الحاكم السابق أو الزعيم الخالد. وعبثاً حاول نظام السادات البحث عما خلّفه الرئيس جمال عبدالناصر، فلم يعثر له من مال عدا بضع مئات من الجنيهات وسندات كان عليه أن يدفعها أقساط سيارة اشترتها السيدة هدى جمال عبدالناصر. أما الإمام أحمد يحيى حميد الدين فلا نعرف -كما أشرنا في تناولة سابقة- غير بضعة ألوف من الجنيهات الاسترلينية في أحد البنوك السويسرية، إذا طالب بها البدر قالوا له إنها حق الشعب اليمني، وإذا طالب بها السلال قالوا له إنها حق الإمام، ولا يعلم أحد أين صار مصيرها!
أما المشير السلال فيكاد يُجمع أصحاب المذكرات أنه كان نظيف اليد نزيهاً. وقال الكاتبون إن المقدم إبراهيم الحمدي كان مثال النزاهة، فإذا تلقى مساعدة شخصية حوّلها إلى البنك، وإذا هي هدية غير نقدية حوّلها إلى المتحف الوطني. ولما سأل القضاء السوداني أثناء محاكمته للبشير رئيس السودان من أين له الـ35 مليون دولار أمريكي، قال بـ»شجاعة» إنها هدية من سمور الأمير محمد بن سلمان، طبعاً ثمناً للـ»جنجويد» الذين حاربوا في اليمن، فقتلوا الأطفال واغتصبوا الحرائر اليمنيات.
في بداية ثورة أنصار الله أذيع عن الملايين التي نهبها الزعيم، ومن تابع «الهوية» أصابه الذهول من الأرقام الفلكية التي صارت للزعيم وولي عهده أحمد.
وليس آخراً، هل هناك نية للوقوف على «الصناديق السوداء» لكشف حقيقة النهب لأموال الشعوب من قبل الزعماء والرؤساء؟!
ادركوا هؤلاء «الصناديق السود» الذين هربوا أو الذين يموتون أو هم في طريقهم إلى الموت، وحسبنا الله ونعم الوكيل!

أترك تعليقاً

التعليقات