فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لأول مرة تذرف عيناي أمام مشهد درامي مؤثر، مشهد شاب غرّ حاصره الموت من كل مكان، وإذا ما أيقن من اقتراب الموت منه ومن مسافة صفر وخيل له أن المجاهد -لا شك- قابض بروحه، رمى باتجاهه "شاله" أو "رديفه" وأسرع يقبل قدمه يستجير من موت محقق، فكان أن أنهضه المجاهد من الذل والخوف وأخذه بقلب رحيم، معبراً عن قاعدة عروبية إسلامية هي العفو عند المقدرة.
هذا المشهد جد مؤثر، فقلت في نفسي إن الحاجة ملحة إلى درجة أن ألجأت هذا الشاب إلى ساحة الموت، استغلهم العدوان ليقتلوا، بينما الدجالون مع أبنائهم يعيشون مرفهين في شرفات النيل ونوافذ إسطنبول.
إن مملكة بني سلول وإمارة أحفاد "القرية" من آل المرسل إليهم حجارة من سجيل، يستغلون هؤلاء الأغرار ليدفعوا عنهم الموت وخزي المواجهة!!
هذا الشاب الذي أنقذته فكرة قبلية وعرف محمود هو واحد من ألوف زج بهم بنو سلول مستغلين عوزهم وفقرهم ليرمون بهم في أتون الهلاك. هذا الشاب لو أن ظروفه أسعدته لكان طالباً جامعياً يدخر لنفسه فكرة نافعة وعملاً شريفاً. ولا شك أن هذا الشاب يعرف أنه عبد ذليل يقاتل إخوانه اليمنيين بريالات معدودة، غير أن الظروف لم تواته إلَّا على هيئة فقر مدقع وحاجة ماسة.
أما المشهد المؤثر الآخر الذي أذهلني سعادته فهو هذا المشهد الحاشد من أبناء مأرب، القادمين من مناطق محررة، قبائل العبدية وماهلية والجوبة وقبائل حريب وشبوة... إلخ، قادر على أن يعكس الحقائق وقادر على استمرار والزيف والتضليل وأن الذين هم في صنعاء أحفاد المجوس عبدة النار وأنهم... وأنهم... فكان أن حصحص الحق وظهر أمر الله. أما الشيء الآخر فهو الموقف الذي وقفه قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حينما أصدر عفواً عاماً عن المغرر بهم لينعموا بالأمان والحرية. ولن يخلف الله وعده.

أترك تعليقاً

التعليقات