فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

طلب المقدم إبراهيم محمد الحمدي إلى أصحاب "الجلالة" (بتشديد اللام الأولى) من قادة السعودية أن يساهموا في التنمية كما ساهمت وتساهم في رفد ميزانية الكيان "الإسرائيلي"، مما جعل الأمير سلطان، الذي يمسك الملف اليمني، يضفي على الجلسة نكتة أضحكت الجميع عدا إبراهيم الحمدي، إذ قال الأمير سلطان: يا فخامة الرئيس نحن ندعم اليهود لأنهم أصحاب ذمة وأنتم غيرهم أحرار! حينها قال رشاد فرعون مستشار الملك فيصل: أخشى أن يقول الرئيس إبراهيم "ونحن" يا صاحب السمو أهل كتاب أيضاً! فبدا على وجه سموه امتعاض وتجهم شديدان!
قلنا مراراً وكثيراً إن الشعب اليمني يطالب -وهذا حقه- أن يفتح ملف الأصدقاء والأعداء، وعلى رأس الجميع مملكة السعودية، وأن تنشر بعض محاضر القادة، يمنيين وسعوديين، وبخاصة من تولى الملك. سعود بن عبدالعزيز الذي أطاح به أخوه الأمير فيصل، وكان صاحب وجهة نظر، عندما كان ينادي بالمصالحة بين الجمهورية العربية المتحدة بزعامة جمال عبدالناصر الذي دعا إلى تعميم فكرة القومية العربية، وكان السعوديون يخفون امتعاضاً شديداً حين كان ناصر يعرض بهم بداية الأمر ثم أصبح يتهمهم بالرجعية ويحسبهم عملاء للرجعية والإمبريالية، وهم يرمونه بالشيوعية والعمالة لموسكو، وصدر "الميثاق" صنيعة ناصر في طبعته الأولى فيشيد بالاشتراكية العلمية التي هي واحدة من محددات الماركسية اللينينية، وتجلت منها فكرة الاتحاد الاشتراكي، وبموجبها قام ناصر بتأميم القطاع الخاص ومنح الفلاح المصري أرضاً ليكون الفلاح المصري مالكاً وليس أجيراً، وهذا ما دعا الإمام أحمد حميد الدين إلى مقاطعة فكرة الانضمام إلى دولة الجامعة، وبملك هذا الانسحاب بأن ناصر شيوعي، وأنجز قصيدة من بحر "الرجز" أهداها لكل العرب، قصيدة "تهدى إلى كل العرب"، وأوجز فكرة تعد تلخيصاً لاشتراكية ناصر الذي هو أقرب إلى الكفر الشيوعي منه إلى العروبة والإسلام.
إن ملفات خطيرة تضم الأفكار السياسية تلك التي تحدد العلاقات اليمنية البينية والخارجية.
إن تاريخ اليمن، والعصر الحديث خاصة، يكاد يكون مجهولاً، رغم صدور مذكرات بعض المناضلين الثوار. 

أترك تعليقاً

التعليقات