فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

من شرفة فندق فخم في عاصمة اليمن المبارك قال صديق مثقف لزميله -وهو يستعرض العمارات التي كادت لزحمة أبنيتها تغتصب الفضاء- هل يعقل ألا يملك المثقف العالم الأديب المبدع الثائر، شاعراً، كاتباً، مناضلاً، شقة، ولا نقول عمارة تعفيه من ذل الإيجار وطمع المؤجرين ورخاوة الدولة التي لا تقيم حقاً للمؤجر، بل أحياناً تحبس المستأجر الذي لا يدفع الإيجار في وقته، بل إنه لا يكاد يمضي منتصف الشهر إلا وبدأ يقرع بعصاه الغليظة باب الشقة ينذر هذا المستأجر إما أن يدفع الإيجار أو يعزل إلى أين؟! طبعاً إلى الشارع!
نستنجد بحكومة "عدم الإنقاذ" لعمل حل لهذا المشكل، ولنساعد في الحل ينبغي ألا نعين في أقسام الشرطة صاحب عقارات، وكذلك في المحاكم، ولا نبحث عن أغنياء لتعيينهم مدراء عموم أو وكلاء وزارات ولا وزراء أو في مجالس نيابة أو أصحاب قرابة.
وذهب بعض المؤجرين يشكون بالمؤجر الذي رفع إيجار غرفتين وحمام "أبو متر" من 15 ألف ريال إلى 20 ألفاً، ولما ذهب يستنجد بحكومة "عدم الإنقاذ" وجد أن مدير القسم هو المؤجر. وبالسؤال عن حاله: "هيا ما جاء بك إلى هنا يا خبير؟!" أجابه: والله ما جئت إلا لأسلم عليكم وأطلب الدعاء، فعلق عليه صاحب العقار: نسأل الله "السداد"! والسداد لفظة عربية تفيد الصواب والحكمة وتفيد في لهجتنا اليمنية دفع الدين لصاحبه!
رئيس حكومة "عدم الإنقاذ" يعرف هذه العبارة أو على الصحيح لفظة "السداد" على الوجهين، وربما يعرف الأخ رئيس الحكومة معنى آخر لهذه اللفظة. فأنت تسمع إنساناً مريضاً يقول لصاحبه: لم أعد قادراً على أن آكل أو أشرب، صاحب الشقة طرق باب شقتي بعد منتصف الليل فسد نفسي...!
وصرح مصدر رسمي أن بإمكان المستأجر إذا زاد المؤجر أي مبلغ فوق المبلغ المعتاد، فعليه أن يقوم بالشكوى للمؤجر، فسد نفسي.
مجلسان أحدهما اسمه مجلس النواب، وآخر اسمه مجلس الشورى، وعشرات مجالس أخرى "تسد النفس"، فسد الله أنفاسهم.

أترك تعليقاً

التعليقات