فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
أنا من أحلى مدينة في الجزيرة العربية "تعز"، وأجمل أوقات الدهر صباحها على مدار الفلك.
تعز تستيقظ قبل الفجر لتسعد بنسيمات السحر يرسل أنداءه لتداعب صفحات خدود المنحدرات، يحدهن غرباً مدينة المظفر وشرقاً "ثعبات"، عاصمة بني رسول، وغرباً "حوض الأشراف"، وينغص هذا الصباح البكر من كل الاتجاهات حزب الإصلاح بقيادة 350 مليون دولار حمود المخلافي وشركاؤه المتشاكسون ابن فرناس أبو العباس قائد اللواء "مش عارف كم!" إلخ إلخ.
في مدينة "طنجة" المغربية، وجدت صباح تعز، وفي حي الحسين بالقاهرة، وجدتها أيضاً، ولكني لم أجد نقاء مدينتي "تعز"!
يوم عرس فضّل زميلنا الدكتور "م المخلافي" المقيم مؤقتاً للدراسة في أمريكا، تناول الفطور عند "علي مدرة" فول و"خمير حامي"، هذا الفوّال الذي امتهن هو وأبوه وجده نفس المهنة من عشرات السنين، والذي له مزاج صاخب في طبخ وإعداد الفول، فهو لا يستعجل ولا يحب العجلين، بل والذي ينزعج ممن يستعجله ليقول له بلهجته التعزية: "لو سمحت يا تصبر أو تمشي!". ولقد حاولنا ذات مرة أن نخطف "مدرة" الفول من الموقد، فلاحظنا آخر لحظة، فتبعنا إلى الغرفة وظل "يتمتم" و"يحنّ" بصوت خفيض، تقريباً يسبنا لجرأتنا على خطف المدرة، بينما هو يحرك الفول أمامنا بمعلقته "المدجلة"!
من عادة أهل تعز القديمة الانصراف بعد صلاة الفجر إلى مقهى ابن الحاج ليرتشقوا من "البن الحمادي"، أو الشاي المستورد من ميناء "عصب". ولو لم يتناول التعزي كأس قهوة أو شاي من مقهى "ابن الحاج" لنقص ركن من أركان مزاجه التعزي.
لا أعلم كيف صار ذاك المزاج بعد 10 سنوات من فراق هذه المدينة التي كانت تسمى "تعز"!

أترك تعليقاً

التعليقات