فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كان المثقفون وحدهم يعرفون خطر اقتحام الولايات المتحدة الأمريكية جدران بيوتهم وأسوار أوطانهم. ومهما يكن هذا الاقتحام ناعماً عن طريق مشروع مياه "كندي" أو مدرسة (م. ع. ع) التي أشرف عليها (أ. ع. س)، أم عن طريق إنشاء ما يمكن أن يكون سفارة كـ"النقطة الرابعة" التي كانت قد غلفت بغلاف عملي هو علاج الأطفال، مع أنها علاج سياسي لاستقطاب اليمنيين إلى صف أمريكا مختارة تعز لاعتبارات جغرافية وسكانية وثقافية، وإن كانت -من باب التعمية- قد بنت مشفى جبلة، وليس من شك أن أرشيف الدولة اليمنية مزحوم بالكثير من الملفات التي نحسب أنها ستكشف في ضوء باهر مزيداً من العلاقات/ الاستقطابات التي كانت تهدف إلى أن تكون اليمن من منظورات اعتبارية منطلقاً لسيطرة أمريكا على المنطقة برمتها.
لقد خاب اقتراح مفاده إنشاء جامعة أمريكية في اليمن، انطلاقاً من أن الوقت غير مناسب. ولا بأس أن تكون هناك خطوات التأسيس بشكل متدرج، فلنبدأ بإنشاء مركز للغة الإنجليزية (يالي) في العاصمة ليكون الخبراء أو على الصحيح والأصح الاستخباراتيون هم الذين يدرسون اللغة الإنجليزية، فهؤلاء المدرسون وبكل توكيد سيكرسون جهداً غير مسبوق للغة الإنجليزية الحقيقية، أصواتاً ولهجة ومعنى، باعتبارهم أصلاء، أو كما تسميهم اللغة "الأبناء الحقيقيون للإنجليزية". واتضح أن هؤلاء الأساتذة كانوا من خلال هذه النافذة يرسمون سياسات ويقومون بمهمات نأمل وبرجاء أن تكون أي خفايا تحتفظ بها بلادنا على المستوى الفردي والجماعي ميسرة للتحليل إسهاماً في إنجازات تهدف علمياً إلى كتابة تاريخ موضوعي لليمن الحديث والمعاصر.
وباختصار: لم يعد المثقفون وحدهم، بل لا ينبغي أن يكون المثقفون وحدهم، العارفين بخفايا المؤامرات التي تحاك ضد اليمن من قبل الأشقاء أو الأصدقاء، بل ينبغي أن تكون العامة صاحبة شرعية كالخاصة في كتابة التاريخ اليمني الحديث والمعاصر على السواء.

أترك تعليقاً

التعليقات