فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
نعم نحن انقلابيون وبكل فخر واعتزاز. لقد انقلبنا ضد النظام الذي عمل منذ أن تربع علي فاسد على عرش بلقيس وبقية أزلامه من الطغاة الذين نهبوا الشعب واضطهدوه ولم يكن الشعب في رأيه ورأيهم غير مورد لثرائهم الفاحش، لينتقلوا من فقر فاحش إلى ثراء أكثر فحشاً، وكأن الشعب في فترة نظامهم على كل المستويات عبداً يكد ويكدح ليثرى هؤلاء الظالمون دونما حياء من الله ومن الناس، فالأرض توزع بأوامر من الرئيس ومتنفذيه علي محسن الأحمر وأقاربه، والمحافظات رهن إشارة الطغاة والجائرين.
نعم انقلابيون ضد الإفقار، فقد جعنا ولكننا لم نتبع الذين جوعونا، بل كنا بين جوعة وجوعة نلعن من جوعونا ونتوعدهم بثورة كشفنا فيها صدورنا نتحدى رصاص «دار سلم» و»الدائري» والرجال القتلة الذين آواهم ونصرهم زبانية علي محسن الأحمر رئيس جمهورية الظل والضالين.
ثرنا على المشافي التي تموت فيها عاسرة الولادة لأنه لا وجود لمشرط في غرفة عملياتها، ويموت مريض الفشل الكلوي لأنه لا وجود لقربة دم في مستودع الدم.
ثرنا على نظام يبيع فيه مدير المدرسة أسئلة الامتحان، وجامعة تقبل معيداً لا تنطبق عليه شروط قانون القبول، وتعليم عال يأمر فيه الوزير بترفيع درجات ابن المسؤول الراسب ليذهب إلى الخارج فلا يعود بعد سنوات إلا مدمناً فاسداً خلقاً وخلقاً.
ثرنا على نظام شن ست حروب على محافظة منعت تسليم الخراج لحكومة لم تعمر فيها مدرسة ولم تعبد فيها طريقاً. ثرنا على نظام لم يقبل في كلياته العسكرية أمناً وجيشاً إلا على أساس طائفي وعنصري واستعبادي تتقايض فيه المصالح.
نعم انقلابيون بأكثر فاعلية التوكيد، فلقد انقلبنا على قضاء فاسد ليس معه تزكية إلا من حزب يدعي المعارضة بينما هو الحاكم الأوحد، يصدر أحكامه الجائرة معتمداً على هاتف مقايض أكثر مما يعتمد على براهين وحيثيات شرعية وقانونية.
نعم انقلبنا على القرار «العَمَالي» الرخيص الذي لما يزل يبيع ما بقي من عرض وأرض في فنادق الرياض عاصمة الاحتلال الحديث، واسطنمول عاصمة الاحتلال القديم.

أترك تعليقاً

التعليقات