فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من حق الإنسان أن يسعد في كل وقت، وخاصة يوم عرسه، وقد استغرب وعجب نبينا الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حين دخل بيت عرس لا تظهر فيه الفرحة ولا ينبعث فيه السرور، كأنه مأتم!
كان الفقيد إبراهيم الحمدي، رئيس مجلس القيادة، قد أصدر شبه مرقوم حدد عرف مهور النساء، ثيبات وأبكاراً. غير أن هذا الرقم الرسمي مات بعد أن قضى الشهيد برصاص بلدي وخارجي، رحمه الله.
إن المهور أصبحت وأمست لا تطاق، فمن أين للشاب بضع مئات من الآلاف، فضلاً عن الملايين؟! إن هذا الإجراء ظلم صارخ وفاجر يدفع شبابنا إلى الانحراف والانجراف، مما يسبب أمراضاً صحية واجتماعية، ويجر المجتمع كله إلى غضب الله وسخطه. وأحسب أن الآباء الذين يبيعون بناتهم بهذه الأرقام الفاجرة ينالهم هذا الغضب الربّاني والسخط الإلهي.
شيء آخر وهو الأرقام الفلكية لصالات الأعراس التي أصبحت ضمن التهاويل التي تؤرق الذين يرغبون في الزواج، فأجرة الصالة اليوم تتراوح بين 200-300 ألف للفقراء وأشباه الأغنياء. أما مصاصو الدماء من التجار (الفجار) أو من طبقة القادرين محدثي النعمة أو الأغنياء الجهلة، فيتراوح إيجار الصالة في اليوم ما بين 500- مليون ريال، وثمن الفنادق كل بحسب حماقته، وشهرة الفنان بقدر إزعاجه وإجادته... وللأسف الشديد تصبح القاعات بمثابة معارض لكشف ما ينبغي أن يستر ومباهاة تمثل فرصة جد سانحة لاستعراض أطواق الذهب ونفائس المجوهرات. أما الفقراء فقد يكتفون بإقامة حفلات الأعراس على سطوح منازلهم. نتمنى أن تقوم الدولة بفتح صالات تخفف من وطأة الإحساس بالدونية والضعة. والله من وراء القصد.

أترك تعليقاً

التعليقات