فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لا أعلم ما إذا كان من مهمات السياسة الإعلامية في بلدنا توجيه المواطن للحفاوة بقضايا مؤسسية كقضية الاستهلاك، إذ تسود قضية الاستهلاك الإمبريالي الذي يعني تقديم الشوكولا على موضوع الإصلاح الزراعي في القيعان والسهول الفسيحة!
نحن في زمن يشكل فيه الإعلام المخيلة الشعبية أو "المخيال الشعبي" كما يسميه إخواننا النقاد المغاربة، فقد أصبح الإعلام بإمكاناته السمعية والبصرية يشكل الوعي الخاص والعام على السواء، يعملق الأقزام ويقزم الكبار ويغير خلق الله ويتدخل في صناعة الأمزجة، وأصبح للإعلام نظريات حسب ما تمليه الأفكار التي توجهها الآن المصالح الاستعمارية الكبرى المتمثلة في كبريات الشركات الكبرى. ولقد فوجئت أثناء زيارتي لأمريكا في غفلة من الزمن أن نشرة الأخبار تفتتح بإعلانات الـ"بيبسي كولا" و"ماكدونالدز" و"هامبروجر"، وليس بجورج بوش أو برعاية نظام داعش والقاعدة، بينما تشغل تلفزيونات الخليج العربي أخبار أصحاب الجلالة والسمو والمعالي، إلى درجة ألا توجد مساحة كافية لأخبار الطقس.
إن إعلامنا اليمني مطالب بصناعة توجيه رأي عام يواجه موجة الفساد الصادرة عن توجهات استعمارية تحاول الرضوخ لمصالح أنانية خاصة، من خلال إعلام يقوم بتفكيك الذات وتفسيخ الهمم العليا.

أترك تعليقاً

التعليقات