فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
أدركت اليمن واليمنيين لعنة الشتاء والصيف كاستحقاق مباشر لخيانات تعددت مساراتها وبيوت تعددت أبوابها ونوافذها. والمشكل الحقيقي أن اليمنيين -أكاد أقول جميعهم- لا يقرؤون، وإن قرأ بعضهم فإنهم لا يجددون قراءتهم خوفاً من المواجهة مع مستجدات الحياة والأحداث.
لقد سقط القارئ اليمني المثقف صريع خيبة أمل من أعلى برج أمل إلى منحدر راهن إحباط قاتل. وليس من شك يخامرني أن غير قليل من هؤلاء القراء نهمو القراءة قد أصابهم ما يمكن أن يطلق عليهم مجانين لكثرة شرودهم وهلوستهم جراء اصطدامهم بواقع كئيب يفارق وبعنف ما قرؤوا، لطوباوية أحلامهم البكر. والذي يزيد من حساسيتهم هو الهاوية التي خر فيها حتى القاع الكبار من سدنة الأفكار والأحلام. والحق إنني مثل كثير من الذين يرون مثل هذه الظواهر التي تخالف فيها العناوين التفصيلية الحقائق الواقعية. وأقبح من كل هذا المجاهرة بالسلوك الانفصامي وإعلانه كشيء يستحق المباهلة والمفاخرة، فبينما أطلق الواقع لقب العمالة على زعيم إصلاحي فاق شيخه غير الجليل عبده الزنداني وصعتر الذي ادعى أن العدو السعودي إنما قام بـ"أمر الله" أسوة بشيخه الذي صرح بدون حياء بواجبه "الديني والأخوي"، وهما صيغتان تتحدان في الوسيلة والغاية مع دعوى الكنيسة صاحبة الحروب الصليبية، فإن "شيخ المنجا" البركاني يشكر السعودية التي دمرت الوطن اليمني ويجدد البيعة أن يظل اليمن حديقتها الخلفية، ووثق هذه البيعة صوتا وصورة.
إن التاريخ لن يرحم، ويوما ما سيلعن الذين زيفوه ودجلوا عليه.

أترك تعليقاً

التعليقات