فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الجهة منفكة بين أقسام الشرطة والمواطنين، كما هي منفكة بين الإعلام والشعب. وقال أو سأل مواطن: إذا افترضنا أن مواطناً لقي في الشارع مبلغاً من المال أو الجواهر النفيسة، أو أي شيء له قدر، وذهب ليودعه في أي قسم شرطة، ماذا سيحصل؟! وترك هذا المواطن الجواب لأي مواطن!! والجواب بدون تردد أن قسم الشرطة سيسرق هذا الشيء النفيس، وعلى الأقل سيتقاسم رئيس القسم ومساعده هذا الشيء، أما جنود القسم فلهم -وبسرية وكظم غيظ- أن يتذمروا!
وكان وزير داخلية سابق قد أقال رؤساء قسم واختار بدلاً منهم رؤساء جددا... وباختصار فإن الشعب لم يعد يثق بأقسام الشرطة، مع احترامنا لبعض رؤساء الأقسام، وهم مثال للشرف ويعلمون أنهم مهتدون، ولذا لا يقدرون ولا يعترف بجهودهم، لأنهم شرفاء محترمون، وربما تلقى أقسام الشرطة رد اعتبار من خلال إتاحة زمن معقول للتقويم والتقييم من قبل الأخ الحوثي، وزير الداخلية، الذي شهد الوطن في عهده أماناً واستقراراً، بشهادة الصديق والعدوان، حتى أن صديقاً قال إن أحد أفراد هذا العدوان قال وهو يركب الباص إنه قدم من تعز ليودع أسرته في العاصمة صنعاء ليعود إلى جبهة تعز لاستئناف الحرب ضد «المجوس الحوثيين»!!
ونحن إذ نثني على جهود الأخ الوزير في تثبيت الاستقرار والأمان في أرض حكومة الإنقاذ، فإننا نطلب إلى الأخ الوزير الحوثي بأن يعمل على إنشاء مدينة سكنية لجنود الأمن بالتنسيق مع مصلحتي الزكاة والأوقاف، تؤويهم وأولادهم من حر الصيف وعري السماء، وبالإمكان رفع رتب المخلصين ولو بتأجيل المستحق المالي مؤقتاً حتى يفرج الله.
وبالوقت نفسه ينطبق المثل على الإعلام الذي لا يصدقه معظم أبناء الشعب، إما لفشل الإدارة الإعلامية التي لا تفهم بشكل دقيق مفهوم «التوصيل» على النحو المناسب، وإما للمبالغة التي تضخم فوق المعقول من الحدث الأصغر فتجعله حدثاً أكبر, وهكذا. والسؤال: هل يمكن استخدام قياس رأي عام، وهو آلية تستخدمه شركات الإعلام بين فترة وأخرى، لنحدد فاعلية الإعلام في بلادنا؟!
الجدير ذكره أن الإعلام الأجنبي هو إعلام تجاري، بمعنى أنه ليس إعلاما مستقلا، مع أن هذا الإعلام التجاري هو الملاذ الوحيد للمواطن الذي يريد أن يعرف الحقيقة، ولو جانباً من هذه الحقيقة، ودليل ذلك أن خبراء العدوان قد أشاروا على محمد بن سلمان بشراء الذمة الإعلامية في العالم، هذا الإعلام الذي سكت عن جرائم العدوان وإعدام معارضيه في السعودية.

أترك تعليقاً

التعليقات