فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
هناك شبه إجماع على أن هناك فساداً وهناك مفسدين، فمن فقر إلى ثروة وزير. أما شبه الإجماع الآخر فهو أن هناك جهازين أوكلتهما الثورة والجمهورية لكشف الفساد والمفسدين الأول، سموه: "الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة"، والجهاز الآخر هو النيابة وربما هناك نيابة أخرى اسمها "نيابة الأموال العامة"، وهذان الجهازان أو الأجهزة الثلاثة كما يقال استطاعت إثبات حقيقة اطمئنان المفسدين بأنه لا حساب ولا عقاب وما عليهم ألا يفسدوا كما يشاؤون ويريدون، فالبلاد بلادهم والمال مالهم ويوم القيامة فيها قولان وعيشفع "العزّبي"!
قيل إن إنساناً صالحاً من أبناء تهامة كان متشيعاً للولي الكبير أحمد بن موسى العجيل الذي تنسب إليه مدينة "بيت الفقيه"، وبينما كان يستمع لشيخ يعظ في المسجد يذكر بيوم القيامة وما فيها من أهوال جسام حتى أن الشمس لتكاد تقترب من البشر، فرأى هذا الأمي الصالح المستمعين تنهمر عيونهم بالدموع، سأل الشيخ وبلهجته التهامية وبتلقائية: "في تيك اميوم يكون سيدي أحمد بن أجيل (عجيل) موجود؟!". أجابه الشيخ: نعم. فقال له: "وألا (على) مه ذا امبكا وامأويل (البكاء والعويل) بمعنى أنه لا داعي للتهويل والفزع.
ما دام الشيخ ابن العجيل ووجه الشبه بين الموقفين أن المفسدين قد اطمأنوا أنه لا رقابة ولا محاسبة من الآن إلى يوم القيامة حيث الحساب والعقاب يكون خسيراً.
لئن كنا قد وصلنا إلى نسبة شبه الإجماع أن هناك مفسدين فلم لا يحاسبون؟! وأين ملفات إداناتهم؟! ومن يحميهم ويستر عوراتهم التي تتجاوز الإثم الجسيم؟!
"والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها". في عهد المسيرة القرآنية ينبغي كشف عورات المفسدين ليكونوا عبرة وموعظة لمجايليهم ولمن يلحقونهم.
وهناك ملاحظة تتعلق ببعض المشرفين الذين لا يدعون هم ولا ندعي نحن أنهم معصومون، وهؤلاء المشرفون إن وجدوا قد يأمنوا مكر الله والمؤمنين فيستغلون طيبة الوطن والمواطنين فيسرقون وينهبون، فعلى الجميع يقع عبء مسؤولية المراقبة، ليقوم المتضرر بالإبلاغ ليلقى الفاسد جزاءه العادل.

أترك تعليقاً

التعليقات