حرب ضروس
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
ما إن تنتهي حرب غزة حتى تستمر حرب الكهرباء والمياه والتلفون، فهي حرب ضروس بين الأعداء الثلاثة والمواطن الأعزل، ولا ندري متى تنتهي، والعالم الله. ولسنا نريد أن نتكلم عن الاحتلال الداخلي، احتلال الإيجارات والمتمثل في شقق «الكبريت» ودكاكين الشوارع.
ونقول «شقق الكبريت» لعدم وجود الرواتب، «أستغفر الله»؛ لأن كل سكان الشقق ليسوا موظفين، وإنما يحشر المرء مع من أحب، فالشقة يسكن فيها أب وأم وإخوان متزوجون وبنات متزوجات، ورجل سلماً لرجل وإخوة متشاكسون ولا خصوصيات! والحكومة تتفرج وتستمتع على نحو «سادي» مزعج!
فمن يفرع على المواطن الذي هو «كَلّ على مولاه»؟! ومن يستر عورات أصحاب غرف «الكبريت»؟!
ذات يوم تجاوز كاتب قدره فدخل مقر صحيفة وهو في حال سيئة قد ذهب به الشراب كل مذهب؛ فذهب صديق وقع عليه السب والشتائم لصديق آخر له ينصح له، فكف عن السباب، فإذا بالرجل الثاني «مولع» هو الآخر أكثر صراخاً وشتيمة كالمستجير من الرمضاء بالنار، وهذا هو حال من يستنجد من حروب الثلاثة أو الأربعة الأعداء بالحكومة!
وأنشد الحكومة شعراً:
من ذا يشتكي للحكومة حاله لم يُنْصف
عبث شكاواه عرفت أم لم تعرف
ماء وكهرب والهواتف خصمه
أعداؤه الإيجار واربعة كذا الخل الوفي
و»درازن» السكان في دكانهم
يتصايحون ويُرْجَموا بالمغرف
ما لي وللمستأجرين فهذا شأنهم
أنا في القصور أعيش مرفه
يا صاح هذا وجيه الدين والعزي الصفي
لا وقت عندي كي أناقش مشكل الجوعى
وسكان الدكاكين المهابيل الضعف
الله قسم رزقه بين العباد
فهذا غامس
وهذا غامس كدماً بماء
وهذا سائغ اللحم بماء القرقف!

أترك تعليقاً

التعليقات