طلـع البـدر علينـا (الحلقــة 6)
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من أول مبعثه الشريف عليه الصلاة والسلام، احتفى اليمانون به نسباً وصهراً.
لقد كان اليمانون أهل كتاب، توراة وإنجيلاً. وكان سيدنا محمد نبياً منتظراً يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل. فتى يمنياً أصله من اليمن ومبعثه في قريش. وكما كانت عذابات الرسل والأنبياء متبعة في أمم سابقة، فإن عذابات سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لم تكن استثناءً، فلقد لقي عنت قريش من أول يوم جهر بدعوته. آذاه القريشيون وسفّهوه ورجموه بالفريات الكثيرة، منها السحر والجنون. وما كانت يثرب بالبلدة البعيدة، فبنو النجار أخواله من أوس وخزرج على مسافة بضع ليالٍ من مكة. كانت حرب قريش قريبة جداً، تسمع النكال وصنوف الأذى التي تلحق بسيدنا محمد فضيعة جداً.
واليمن يأبى الضيم ويكره الذل، فكانت بيعتا العقبة، الأولى والثانية، في حرم مكة، الفزعة "الرحمية"، فاستنزلوا رسول الله إلى رحالهم بعد أن حلفوا الإيمان الغليظة أن يمنعوه مما يمنعون أنفسهم وأهليهم وأموالهم، فكان الأمر كذلك.
لقد وفت الأنصار بيعتها، فجاهدت مع رسول الله حق الجهاد، وبذلت الأموال والمهج... آووا سيدنا محمداً، فكانت الأوس والخزرج خير نصير وخير معين، وواجه هؤلاء الأنصار مكايد كثراً أمن شرها كيد يهود، وهو أخطر الكيد وشره.
لم يسكت الكفر، وإنما اضطر أن يستعمل كل الرهانات ويسلك كل السبل للأذى والمضايقة، ويتجلى ذلك في مؤامرة الأحزاب؛ إذ اقترح اليهود أن يمدوا كفار قريش بالمال للقضاء على محمد ودعوته.
اجتمع الأحزاب ومكروا مكراً والله خير الماكرين. وهب مكر الله، إذ أرسل الله جنده، فهبت ريح عاصفة تزلزل خيام الكفر فتقتلع خيام الأحزاب وتغشاهم بحرب لم ترَ جنودها.
ويتكرر المشهد أمامنا هذه الأيام؛ إذ يجتمع أحزاب الكفر ضد اليمن، فتجمع هذه الأحزاب بتسمية "عاصفة الحزم" فتنقلب هذه العاصفة ضد نفسها، فلم تكن غير جنازات تتشيع في الرياض وأبوظبي، والله خير الماكرين، بينما تعلو راية سيدنا محمد والمؤمنين معه.

أترك تعليقاً

التعليقات