فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

تتميز النظرية بأنها رؤية شاملة لتفسير الأشياء داخل المحيط الاجتماعي وخارجه وفق معطيات مادية. ويفترض في هذه النظرية المراجعة وفق ما يستجد من أحداث طارئة، لتلافي انحسارات لم تكن مطروحة في بال الذين خططوا لمواضعات شتى تختلف باختلاف الرائين (المنظرين) كلّ حسب ثقافته ورؤيته الخاصة القريبة والبعيدة تلك التي قد تكون "نواة" لنشوء تباينات يصدر عنها أفكار تتخلق عنها أكثر من نظرية!
في الكويت، وفي فترة تكوين الدولة، حصد القوميون سنابل وحدوية كانت نتاج مفهومات نشطة صدرت عن إعجابات بكارزيما جمال عبدالناصر، بطل تحرير الوطن العربي الذي كان رهناً يقبض عليه استعمار أجنبي من أقصى شمال أفريقيا حتى شرق وغرب وجنوب آسيا. وكانت الكويت ضمن دول مستعمرة ترى في هذه الثورة العربية ليس فقط ملاذاً للتحرير ولكن للتنوير والتثوير معاً فالنادي الثقافي الذي أطلق عليه عبدالرزاق البصير وإخوانه المثقفون "بيت الكويت" أصبح -هذا النادي- ليس ملاذاً للم شعث الغربة وحسب، وإنما أصبح مصدر إشعاع يضيء هذه الجغرافيا التي تحتلها مساحة الكويت الحبيبة، حتى إذا عاد شباب الكويت إلى بلدهم شعوا أكثر من مصباح يضيء سماوات مجاورة قريبة. وكان جمال عبدالناصر هو الريتم، (الإيقاع) الذي ينظم هذا الضوء ويوزع إشعاعاته بكل مستطاع.
وما يهمنا هنا أن نشير إلى أن باقات قومية بل مصابيح وضاءة تفرقت وتفرعت داخل الوطن العربي من اليمن وقلب الحجاز مصدرها جامعة الكويت بدأت واجبها المحتوم في استعداء المفهوم القومي ضد غوغائية الإقليمية المحصورة، ليصبح الشعار: "من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر".
ولئن كانت هذه السطور غير معنية بتأطير الحركة القومية في الكويت فإن أحداً ليس بإمكانه أن يعزل مساق إيجابية النهضة القومية في الكويت، خاصة في عصر النفط عن النية ذات الطابع الخيري الذي يرى أن النفط الكويتي هو لكل العرب، وأصبحت الكويت تنشر أشرعتها سفناً باتجاه أقطار عربية فقيرة، لتؤسس مدرسة وجامعة وطريقاً وهيئات خيرية أخرى كهيئة الجنوب والخليج العربي، والتي كان السيد أحمد السقاف ممثلاً لها.
ولا يخفى على أحد أن الكويت بأسرة "آل الصباح" وشعب الكويت قد عانت كثيراً من السعودية وذيولها كالبحرين و"قوارير" الأعراب الأخرى، ما كاد أن يعرض الكويت للأخطار، فالكويت -مكرهاًـ يتنازل عن كثير من أرض "الخفجي" النفطية كيلا يفقد أرضه بالكامل. وليس برلمان الكويت الذي يراه السعوديون ومن دار في فلكهم، وليس الانتماء القومي وحده، هو الذي يستفز هؤلاء، بل إن هذا الاستفزاز إن هو إلا حيث يصرخ هذا الصوت في المحافل الدولية، وآخر هذه الأصوات التي تلفظ بها مرزوق الغانم، رئيس البرلمان الكويتي باسم الأمة العربية، وقذف بمخطط اليهودي التلمودي المجنون ترامب في الزبالة. مرزوق الغانم، الفتى العربي الشاب هو نتاج لمئات عقود من النهضة العربية ولنادي الكويت الثقافي في مصر، وفرع من فروع جامعة الكويت الناهضة.

أترك تعليقاً

التعليقات