نكهة رمضان!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لرمضان نكهة خاصة، وبالذات في القرية اليمنية، وهو يذكرنا بما يكون فيه أهل القرى من أخلاق وسلوك، فالصلة بين اليمنيين تكون حميمية، لما يفعله القرآن الكريم في النفوس، فالقلوب تكاد تتطهر بالإيمان، فتطرد الغلّ والحقد والحسد والعداوة والبغضاء، ليحل محل ذلك التراحم والمودة والسماحة.
قبل المغرب يحرص المسلم من أهل القرى في اليمن أن يجهز فطوره، وليكن قرصاً من الخبز أو «الفطير» الخارج من قلب التنور، ويُغَشَّى بالبسباس الأحمر، ويصحبه الصائم إلى صحن الجامع، وربما معه «تميرات»، حتى إذا ما صدح صوت المؤذن يؤذن للصلاة، اجتمع أهل القرية على مائدة واحدة مكان الفطور الجماعي، مودة ومحبة وتسامحاً وحناناً وغفراناً، ويعود كلٌّ إلى منزله وقد غسل الإفطار كل النفوس بالمحبة، وربما عاد المصلي ومعه جاره لتناول طعام العشاء، ليجتمع أهل القرية في صلاة العشاء وصلاة التراويح -خاصة في القرى اليمنية- شعيرة كريمة وطقس خاص من طقوس رمضان، فلا جمال أكثر من أن تسمع صوت القرآن في تراويح رمضان وينصرف مصلو التراويح إلى مكان يسمى «المقام»، وفي كل قرية مقام يجتمع فيه أهل القرية ليبدأ تذاكر أحوال القرية مع تناول القهوة، ثم النشيد أو السماع، ثم تداول المصحف، حتى إذا ما دنا السحر انصرف الجميع للسحور ثم الاستعداد لأداء صلاة الفجر.
الآن تغيرت العادات وخذل التلفاز ببرامجه الشيطانية، إلا قليلاً، قلوب أهل القرى، كما أهل المدينة، فقل سماع القرآن وتلاوة آياته البينات، وقسا كثير من الأفئدة وأصبح الإقبال على ضرورات الحياة بفعل الأنانية وما خلفته الحرب من أحداث دامية، وأصبحت القرية اليمنية تتذكر أصوات قاذفات الطائرات التي تهز وتنسف البيوت على رؤوس أهلها نسفا، وكان جديراً بأهل الحرمين الشريفين أن يتذكروا القرآن رحمة وهدى.

أترك تعليقاً

التعليقات