خارج التغطية «الإسرائيلية»
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في 5 تشرين الأول/ أكتوبر 1985، قام الجندي البطل سليمان محمد خاطر بإطلاق الرصاص على مجموعة من الصهاينة، بعد أن استفز سلوكهم هذا الجندي البطل. اعتذر نظام مبارك للكيان الصهيوني عن بطولة خاطر، مؤكداً التزام مصر باتفاقية «كامب ديفيد» التي أبرمت بين السادات ومناحيم بيغن في عام 79م بوساطة الرئيس الأمريكي كارتر.
ولقد كان موقف سليمان خاطر مؤيداً لليهود وأعضاء الكنسيت الذين ذهبوا إلى أن الشعب المصري يكره اليهود وأن أي اتفاق مع مصر لن يلغي هذه الحقيقة والماثلة في أن الصراع بين العرب و«إسرائيل» صراع وجود لا صراع حدود. وكان بيغن، رئيس وزراء «إسرائيل»، ذا حجة بالغة عندما قال إن الاتفاقية مع بوابة الشرق العربي والإسلامي (مصر) سيجعل مصر خادمة للكيان «الإسرائيلي» مما يشل قدرتها على حرب «إسرائيل» في المستقبل، بل إنها ستكون فاتحة لمعاهدات مع الأقطار العربية الأخرى ومنها الخليج العربي.
أطلق الشعب المصري عام 1985 على سليمان خاطر بطل مصر والعروبة والإسلام. وها هو الفتى العربي المسلم محمد صلاح إبراهيم (22 ربيعاً) يعاود الكرة، إذ اندفع بداعي الجهاد ضد الكيان الغاصب، فقطع أسلاك السور الحديدي واجتاز 5 كيلومترات على قدميه، فباغت كتيبة الحراسة «الإسرائيلية» وقتل 3 من الجنود «الإسرائيليين» وضابطاً، وجرح جنوداً آخرين. وكما اعتذر مبارك، لا بارك الله فيه، لليهود، ها هو السيسي السيئ الذكر يعتذر للكيان «الإسرائيلي» عن هذه البطولة «الشنيعة» التي اجترحها البطل الرائع، ويسارع وزير الدفاع المصري (الهين الذليل) للاتصال بمثيله «الإسرائيلي» الذي كلف -نعم كلف- الوزير المصري بتقديم تقرير عن هذا الحادث برئاسة الوفد «الإسرائيلي» الذي سافر على طائرة  «العال» إلى القاهرة ثاني أيام الحادث!
رفض هذا الجندي الشهم تسليم نفسه لليهود، فقاتل كتيبتهم حتى صعد حياً إلى عرسه السماوي تزفه ملائكة الشهداء، فهو يعلم أنه لو سلم نفسه إلى اليهود لمات بأيديهم كما قتل نظام مبارك رفيق دربه السماوي سليمان خاطر في قصة «بايخة» وملفقة بدعوى أنه انتحر في السجن!
ما يهمنا في «فقه» هذا الحادث أن المواطن العربي لما يزل «موتوراً» من هذا الكيان المؤقت الدخيل، وأن اتفاقيات التطبيع التي يقوم بها الأعراب الوكلاء الحصريون لليهود لن تطمس حقيقة واضحة وهي أن صراع الأمة مع اليهود الغاصبين صراع وجود لا صراع حدود، ولا نامت أعين الجبناء المطبعين الخانعين أعداء الأمة أجمعين، وسلام على الشهداء والصالحين.

أترك تعليقاً

التعليقات