فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كثر اللغط وضجت الأصوات بين من يقول إن زعماء عرباً ثبت من سلوكهم أنهم وكلاء للعدو الصهيوني، ودليل ذلك أنهم صعدوا للزعامة بدون رضا شعوبهم وإنما بفرض ماسورة الدبابات وتصفيق شعراء النفاق وسلبية المغلوبين على أمرهم.
ومما يدعو للضحك، ولكنه ضحك كالبكاء، أن واحداً من مواطنينا، هو الرائد علي عبدالله صالح، الذي نجحت خطته الرهيبة وفور حصول الاجتماع هب على الفور وبرحلة طيران عسكري أقلعت من المطار الترابي (معسكر خالد) فامتطى سيارة أجرة إلى مقر القيادة ليتجاوز من رفع صوته وأصابعه في وجه شخصيات عسكرية من بينها رئيس الأركان علي صالح الشيبة ليتقدم محمد ضيف الله محمد باقتراح علي عبدالله صالح رئيساً، وأضمن أن هذا الرجل الكريم علي صالح قد عمل بالمثل المشهور: "أطعم الفم تستحي العين"، فلم يسع المجتمعين إلا أن يوافقوا، بل ذهب البعض الذين كتبوا إلى أن الرئيس القادم على تاكسي من المطار قد تعهد للشيخ الأحمر بأن عمله رئيساً لفترة قصيرة يجربه رئيساً فأمهله الشيخ، ولكن الرئيس خذله مع أنه ظل وفياً بباقي تعهداته وخاصة فيما يتعلق بالسعودية التي يذهب جماعة من الكتاب الذين كتبوا الحدث إلى أن الشيخ الأحمر ظل وفياً للأشقاء الجيران حتى آخر نفس، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن زعماء العرب إنما يصعدون بأفواه المدرعات، وزاد الرئيس سطراً آخر هو وعلى "قطم" الفلوس، حتى جاء السيسي فهبط كما هبط بنو إسرائيل مصر، فإن له ما سأل، فلم يهبط على أفواه الدبابات وحسب، وإنما دعا الشعب المصري إلى ما سماه "التفويض"، الذي هب على الفور ليرفع عقيرته بصوت فنانة مصرية: "عاش الشعب السيسي عاش"، ولقد حاول رئيسنا المقتول أن يقلد "تفويض السيسي" فحشد كثيراً من الرجال والنساء في ميدان السبعين ليصرخوا: "ما لنا إلا علي". وقال بعض الناس إن السعوديين وافقوا على صالح ليضربوا عدة عصافير بحجر واحد، من ضمن هذه العصافير عدم وجود تحقيق يفترض قتل أو كيفية قتل المقدم إبراهيم محمد الحمدي، ثم قتل المقدم أحمد حسن الغشمي، وبعض ملفات منها ملف الحدود السعودية اليمنية... وعوداً على بدء ويتمثل في أن الزعماء العرب هم -وأكاد أقول بلا استثناء- عملاء لـ"إسرائيل"، ليس لهم من الكفاءة إلا كفاءة الولاء المطلق للكيان الصهيوني، وهو ما رمى إليه ولو إشارات المرحوم محمد حسنين هيكل في كتابه الأخير "عروش وكروش" وأتمنى أن يحصل عليه كثير من اليمنيين بعد أن يصرف لهم نصف الراتب بحول الله الرزاق ذي القوة المتين.

أترك تعليقاً

التعليقات