فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كنا قد توقعنا -وقد حدث ما توقعناه- أن العدوان يكذب حين استنجد بوساطات لوقف إطلاق النار على أهداف حيوية في عاصمة الوهابية الرياض، على أن تكف الصواريخ الأمريكية عن ضرب المدنيين في عاصمة المقاومة صنعاء. وقد تسربت أخبار مفادها أن شيخ المخرفين، واللهم لا شماتة، سلمان بن عبدالعزيز، أرسل ابنه، نائب وزير الدفاع، إلى الكويت لمقابلة صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت رحمه الله، ليتوسط لدى أنصار الله لوقف إطلاق النار على جبهات القتال في عسير مقابل وقف نار العدوان الذي يستهدف المواطنين في التحيتا وحرض، وعليه فإن الطبيب الخاص بأمير الكويت طلب وبرجاء إلى الأمير السعودي أن حالة سمو أمير الكويت لا تسمح إلا بأداء التحية من وراء حاجز الزجاج الخلفي وحسب. وأمضى النائب السعودي حوالى نصف ساعة مع ولي العهد الكويتي، الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح، الأخ غير الشقيق، والذي أصبح أمير الكويت الآن، والذي تأمل خيراً ووعد بالوساطة المكانية، أي بوساطة تزور صنعاء مباشرة. وقيل إن الأمير نواف أجرى مكالمة مع الأنصار الذين طرحوا عليه أن السعوديين لا يلتزمون بالعهود وأنهم يميلون إلى نقض العهد تلو العهد، مما جعل الأنصار يستهدفون مواقع حساسة مثل "أرامكو" والمطارات القريبة والمدن التي استحدثها السعوديون لطيران العدوان، وهي مدن مؤقتة يعيش فيها الطيارون ومساعدوهم وخبراء قواعد الباتريوت والهندسة العسكرية. ومن الأخبار المؤكدة أن التعليمات قد صدرت بأوامر عليا إلى دوائر الجوازات والجنسية بعدم استخراج جوازات سفر لمواطني جنوب المملكة إلا بأمر خاص من أمراء المناطق الجنوبية، بعد أن كادت تلك المناطق تشهد حالة فراغ بسبب الحرب، وأن كثيراً من مشائخ الأقاليم عسير ونجران وجيزان بعضهم رهن الاعتقال والتحفظ، وأن السعوديين قد طلبوا إلى سفارات وقنصليات العالم وبشكل ودي عدم إصدار فيزات لأي سعودي إلا بالتشاور مع جهات الاختصاص في المملكة.
كما صدرت التعليمات إلى الجهات التعليمية بعدم قبول طلاب المدارس والمعاهد والجامعات إلا بإذن خطي من أمراء تلك المناطق. ويتعدى هذا الإجراء إلى إجراءات أخرى، وهي زرع أمنيين أسوة بتقنية "الكاميرا الخفية" لمراقبة من يدخل هذه القنصلية أو تلك. وبمجرد خروج المواطن السعودي من المكان يحشر في طقم النجدة ليذهب إلى جهة مجهولة! وقد تسربت أخبار مفادها أن بعض مواطني المناطق الحدودية يستعطفون حرس الحدود اليمنيين أن يسمحوا لهم بالدخول إلى اليمن، فراراً من الحرب والعسس السعودي.

أترك تعليقاً

التعليقات