فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

ليس "العكيمي" وحده الذي أسقط في يديه سقوط محافظة الجوف بكامل إمكاناتها، والتي لا يستطيع أحد من الناس رصدها، بل إن آخرين ومعتدين -بمن فيهم حشود الإصلاح وآخرون لما يلحقوا بهم- عجبوا من هذا السقوط إلى درجة أن محافظ الدنبوع (العكيمي) طلب إلى رئيس جمهورية الفنادق أن يحقق في الموضوع، موضوع هذا السقوط، مع أن المنطق يقضي بأن يحقق مع "العكيمي"، لأنه المسؤول الأول عما حدث.
لكأن العكيمي يريد القول إن هناك أكثر من جناح: جناح يحارب وجناح يستهدف المحاربين. وليست المرة الأولى التي يتقاسم الضدان هذا السيناريو المعروف بسلاح صديق، فقد أفصح حزب الإصلاح مرة بعد أخرى عن أن مقاتليه يُستهدفون. وباعتقادهم أن هذه الفكرة قادرة على إقناع من يسألهم: لماذا تضعف قوتكم أمام أنصار الله مع أن العالم كله يقف معكم؟!
إن من يقرأ التاريخ، تاريخ نشأة المملكة السعودية سوف يقف أمام موقف واحد من وقائع التاريخ، كما يأتي: أنشأ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود جماعة سماها "جماعة الإخوان"، وهي أشبه بالمليشيات، توكيداً لفكرة الدولة، وأمورها بيد بني سعود، والآخرة شؤونها بيد عائلة "آل الشيخ" ورئيسهم محمد بن عبدالوهاب الذي تولى أول ما تولى إزالة "الشركيات" والمتمثلة بالأضرحة والقبور... التي قام بهدمها ودكها. والتقط الفكرة الشيخ حسن البنا فانطلق من خلال تطهير المجتمعات الإسلامية بالولاء والبراء من العقائد المتقاطعة تشريعاً، وسن قوانين تخالف العقائد "الوضعية" ليعم الإسلام كل العالم. وبعبارة أخرى إن السعودي عندما لم يستطع السيطرة على "إخوانه" الوهابيين والتخلص منهم كما فعل الوالي محمد علي بمماليك مصر، لذلك فلا مانع من قتل فرد أو جماعات إذا تم الأمر، أمر خروج واضح على الدولة، وهو ما أفتى زعيم ديني إسلامي سنة 94م بقتل مرتكبيه، الذين يعتبرون حوائط أو متاريس يتدرع بهم مقاتلو الحزب الاشتراكي (الكافر)!! ومما يعجب أو يدل على العجب أن "الزعيم" ذهب إلى السعودية بشكل خاص لدعوة "العكيمي" إلى صنعاء. وما يجهله كثيرون أن العكيمي استنجد بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أمر بفك الحصار عن منزله ومنحه الأمان، والعفو عند المقدرة، ولا ندري ما هو موقف العكيمي الطليق الآن!
إن أسباب سقوط الجوف كما غيرها أن الارتزاق الرخيص مؤشر إلى الفشل.

أترك تعليقاً

التعليقات