فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
ألوف الشهداء والجرحى في البلدين الجارين المسلمين، سورية وتركيا. زلال شديد حسب العالم أن قيامة قد قامت! وقد منع الإغاثة هطول الثلج والمطر في القطرين الجارين، وهذا قدر المولى سبحانه وتعالى وقدرته التي لا تقدر قوة الخلق مجتمعة على مواجهتها. والقرآن الكريم يستوحش العذاب ليلاً؛ لأن الهدم والحريق في الليل عذاب إلى عذاب؛ فالإنسان والحيوان والحشرات وبقية الخلق يعيشون حالة سكينة واسترواح وهدوء، وإذا بالكارثة تحدث فجأة «بلا إحم ولا دستور» بحسب تعبير إخواننا المصريين، واليمن عرف نوعين من الزلازل، بل أنواعا، وكلها تجاوزت 7 درجات بمقياس ريختر.
أول هذه الزلازل ما حدث في مدينة ذمار سنة 82م، وبادر العالم الشقيق والصديق بمد يد المساعدة، وعلى رأس هذا العالم المملكة السعودية والكويت، واستشهد في ذلك الزلزال 2800 وجرح 1500. والذي استفاد من ذلك الحادث بالدرجة الأساس فخامة الزعيم علي فاسد، ورئيس وزرائه عبدالكريم الإرياني، وبقية الذيول العفاشية؛ إذ نفذت دولة كالسعودية جسرا جويا قدمت من خلاله مساعدات عينية، وقدم النظام السعودي مساعدات مالية تقاسمها أزلام النظام الحاكم.
أما الزلزال الثاني فقد حدث أواخر آذار/ مارس 2015، إذ قام العالم بكل قحة ودون وازع من دين أو ضمير برحلة حربية، فدمر كل شيء، حي وميت؛ إذ أتى اليمنيين العذاب بياتاً وهم نائمون، فإذا بأشلائهم تتطاير في كل مكان/ محفوفة بأصوات تعكر مساء الفضاء الغافي، فذعر الطفل والمرأة والشيخ الكبير، وانزعج المرضى شيوخاً وولداناً وشباناً، وتُعقر الأصوات مكظومة بالأنين لينكر الإنسان، وحتى الحيوان، ضجيج السماء التي تحدثه طائرات الـ«إف 16» والميج والفانتوم... إلخ، وليبتهج العبد الذليل ناطق العدوان النجدي أحمد عسيري، أحد مواطني اليمن سابقاً، ومعه ابتهج الروسي الأصيل «الجبير»؛ لأنهم حطموا اليمن بعشرات الطلعات الجوية التي قادها طيارون «إسرائيليون» ومهندسون مساعدو طيار إنجليز؛ غير أن الله قذف في قلوب اليمانيين السكينة، فلم تأخذهم البأساء والضراء كما توهم الأعداء.
أما الزلزال الثالث، فهو انضمام حزب التجمع اليمني للإصلاح، فلأول مرة في تاريخ التنظيمات الحزبية أن يعمل حزب ضد وطنه، ويطلب أمين حزب الإصلاح، محمد اليدومي، بشكل ملح، من عدوان الخليج ألا يتركوا الحزب في منتصف الطريق! وهو زلزال فضح النفاق الماسوني الذي طالما دعا الإصلاح بكل مظاهر النفاق إليه... والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات