فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
حرصت الأحزاب على استقطاب الشباب ابتداء من المرحلة الإعدادية فالثانوية. وكانت الجامعة أقل درجة في الاستقطاب، لأن الشباب ربما بدأ يعي أن الحزبية تبدأ بالتآمر وتنتهي بالعمالة بحسب القاضي عبدالرحمن الإرياني، وإن كان بعض شباب الجامعات قد رضخ بحكم الظروف لهذا الاستقطاب. وربما كان قادة الأحزاب يرشحن جيل الثانوية العامة لمنح خارجية لأخذ العلم من المصدر. فكان أن يتنافس المتنافسون من الحزبيين لتسفير أكبر عدد من الطلاب إلى الخارج. وكان للملحقية الثقافية السعودية والملحقية العراقية والروسية قصب السبق في التسفير و"التأطير".
كان تنظيم الإخوان المسلمين أكثر الأحزاب حرصاً على اختيار الطلاب النابهين والأذكياء. وكانت فرصة حرب 67 مع "إسرائيل" مناسبة ليترك الأشقاء المصريون مقاعد التدريس للإخوان اليمنيين، فنشط الإخوان نشاطاً عجيباً في التسفير والتأطير، إلى درجة أن أصبح جهاز التربية والتعليم مقصوراً على الإخوان المسلمين. وكما كثر العرض وقل الطلب أصبح الرواج للانتهازيين من الأحزاب طلاباً ومعلمين، وأصبحت كلمة إخواننا المصريين "الفهلوة" تنوب عن معيار الاستقطاب القائم على الجودة، وهذه ظاهرة يمثلها إعلام المرتزقة، أن تقوم اللجنة الخاصة باختيار مدروس لبعض شباب الإخوان الذين لا يملكون الموهبة وإنما يملكون ظهوراً إعلامياً.
ولقد تنبه أحد الذين استجابوا للعدوان فكان كما اعترف صوتاً وصورة جاهزاً للمحاسبة لأنه باع وطنه للجنة الخاصة، وأنه يعتذر لشعبه اليمني عن مشاركته الإعلامية في الحرب ضد وطنه وأبنائه. ذلكم هو الإعلامي أنيس منصور.
وفي اختصار فإن الاستقطاب الحزبي تخلى عن معيار الجودة لصالح الرجل والدجل.

أترك تعليقاً

التعليقات