فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في 7 أكتوبر 2001 قامت أمريكا بغزو أفغانستان، باعتبار أفغانستان قاعدة لوجستية ومباشرة للإرهاب العالمي ذي الأصول الوهابية والذي بطله السعودي ذو الأصول اليمنية (الحضرمية) أسامة بن لادن، الذي أنفق عشرات ملايينه التي ورثها عن أبيه بالغ الثراء، وذلك لنشر الدعوة الإسلامية والتوحيد "الحق" في بلاد الإسلام والعالم، وبمعرفة المخابرات الأمريكية الأوروبية ومراكز دراساتها وصلوا إلى أن مصادر هذا الإرهاب هو الفكر الوهابي.
لم نقل هذا جزافاً، وإنما اعترفت به هيلاري كلينتون، وزيرة خارجية أمريكا، والرئيس الأفروأمريكاني، باراك أوباما، لا عليهما السلام.
أقامت طالبان حكمها الإرهابي في ضوء إسلام مخابراتي، هدفه الحرب الشعواء على الإسلام الحق، من خلال تشويهه الفضّ لدين الله، فحرام على المرأة العمل والتعليم والسينما والتلفزيون والمسرح، ولا تقبل شهادة من يرتدي البنطلون وحاسر الرأس، ويطبق حد التعزير على المرأة التي تتحدث إلى أجنبي وحليق الذقن، وعلى زوج الوالد أن تلزم الحجاب أمام ولد زوجها من أخرى، كما يحرم البنوك إلا وفق شروط خاصة بما في ذلك تحريم المضاربة بيعاً وشراءً، مع أن للمسلمين فيها سعة خاصة!!
ضج العالم الأوروبي وكثير من العوالم الأخرى بقيادة أمريكا من سلوك هذا الفكر المتخلف لهذه الحركة التي انطلقت من العصر الجاهلي، حتى استقرت في القرن العشرين.
ما يهمنا هو الإشارة إلى أننا كنا نجهل مصطلح الإمبريالية الأمريكية، كما مصطلح الاستعمار والرجعية العربية، فتفتحت أذهان الجيل من الشباب والشيوخ على الواقع، إذ أصبحت الفكرة الإمبريالية سيدة العالم بعد اختفاء عالم التقدمية بالضربة القاضية للجلاست بقيادة العميل جورباتشوف، ورفيقه يليتسن.
أمرت أمريكا بطرد الشيوعية من بلاد الإسلام الأفغان، ولم تخسر أمريكا ولا أوروبا فلساً واحداً، وطرد الشيوعيون من أفغانستان، كما أمرت أمريكا القطريين بتحمل كل النفقات لإجلاء الأمريكيين والأوروبيين. وبينما قامت قاعدة "الظهران" الأمريكية في السعودية بتسيير الوهابيين لطرد الشيوعيين من بلاد الأفغان فامت قاعدة "العيديد" الأمريكية في قطر بإجلاء الاستعمار الأمريكي والأجانب من كابول، مزودون ببدل السفر بالريال القطري، لتثبت كل من الرياض والدوحة أنهما قاعدتان أمريكيتان في الخليج المقهور!

أترك تعليقاً

التعليقات