فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تظهر فضاضة الأعراب وكبرهم الصلف من خلال هذا العدوان الذي يصبّح ويمسّي اليمنيين في معايشهم وفي مبيتهم شيوخاً وشباباً ونساءً وأطفالاً دون رحمة؛ إذ يصيرون مدفونين بعماراتهم التي تضربها صواريخ القتلة. ولا بأس في أن نشير إلى قصور إعلامي تقترفه حكومة الإنقاذ إذ تخفي ما ينبغي أن يعلن، فالسعودية تتوسط سراً لدى عُمان ألا يذيع اليمنيون جهادهم ضد العدو السعودي، إذ تسقط معسكرات مدججة بأجهزة اتصال إلكترونية تسور مواقعهم العسكرية بواسطة جنود حفاة استرخصوا الموت على الذلة والهوان، وقد أجاب رجال حكومة الإنقاذ وأنصار الله إلى هذا الطلب السعودي مقابل أن يكفوا عدوانهم على اليمن ولكن -كطبيعة العرب- سرعان ما نكثوا عهدهم واستمروا يقصفون ويقتلون ويدمرون.
إن ما حدث في الأيام الأخيرة، من خلال اقتحام السعوديين بأحدث طائرات الكون (إف - 35) وبطيارين «إسرائيليين»، وظنوا أن العدو «الإسرائيلي» بطائراته ومساعداته قادر على إخماد الثورة المشتعلة ضد الاحتلال، ولكن هيهات، فقد سقط الأعداء بالمئات في واقعة شبوة. يثبت هذا الحدث الذي خسر فيه المرتزقة، أن الشعب اليمني لن تخذله الإرادة ولا الشجاعة في سبيل أن ينتصر ويطرد المحتل الحقير.
ما حدث في شبوة يثبت أن العالم قد أصبح عبداً لمن يدفع أكثر، إذ اشتراه الخليجيون ببخس الأثمان، ولن يكون هناك داع للتشدق بالحرية والكرامة والمساواة والعدل من قبل هذا العالم المنافق، فقد ظهرت سوأته أمام نفسه وأمام التاريخ وأصبحت هيئة الأمم المتحدة مجرد حقيبة ارتزاق حقير يمسح بها الخليج قذاراته وعفونته التي لوثت العالم.
وإذ قال الرسول الكريم سيدنا محمد: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»، فإن دول العدوان يلجؤون دائماً للفرية والكذب المقيت، والعالم أصبح لا يستحي عندما يغفر هذه السوأة التي كشفها المالكي دون خجل، فقد ظن أن العالم بلغت به الحقارة إلى درجة النسيان، فظهر الدليل الذي ظنه ساطعاً وقوياً عبارة عن كذبة كبيرة حاول أن يصححها بعد 24 ساعة، تتمثل هذه السوأة بفيلم أمريكي صور في العراق أثناء حرب أمريكا ضد هذا البلد الشقيق. وإذا كان المالكي محترماً كان أحرى ألا يظهر من جديد، بل كان عليه أن يتوارى من حقارة هذا الخزي والعار الذي لحق به ولحق بمرتزقة العدوان من غيره.
إننا نسطر -رغم إمكاناتنا القليلة واعتمادنا على أنفسنا بعد الله- بطولات تتجاوز المنطق، فأمة ضعيفة الإمكانات والقوى تقزم إمكانات دولية رائدة في العالم، لهي أمة جديرة بكتابة التاريخ الحقيقي الذي يثبت أن الحق فوق القوة وأن الله ناصر الضعفاء وخاذل المتكبرين.
تحياتنا واحترامنا لأحذية الجنود الاستشهاديين التي تطأ كبر الغطرسة والاستكبار العالمي لممثليه الفقراء بني سعود وعيال نهيان، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

أترك تعليقاً

التعليقات