فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمــد التعــزي / لا ميديا -

مهمة الصحافة، في هذه المرحلة التاريخية من حياتنا، تكثيف الأضواء للخلاص من الفساد الأكثر خطراً من الأعراب والأعداء، فنحن بأمس الحاجة إلى غابة من الأقلام ومحيط من الشجاعة لمواجهة الانتهازيين الذين تسلق بعضهم ذروة السلطة يجمعون المال ـ للمجهود الحربي ـ إثماً وضلالاً وزوراً، وإخوانهم الذين يمدونهم في الغي، ثم لا يقصرون.
إن المرحلة التي نعيشها محوجة جيوشاً من الشرفاء لفضح هذه المشروعات ذات اللبوس مختلف الأزياء والألوان.. وهي تتباهى تارة بصيغة "تسهيل" الخدمات كمنح الشهادات الجامعية بما في ذلك الدراسات العليا، وتارة أخرى بإنقاذ الأحياء من أمراض الموت.. ومن ينظر ملصقات هذه المؤسسات يتضح له أن الحرب على اليمن ممنهجة تسير بالتوازي مع العدوان، وإن بشكل مختلف، ولا يقتصر الموضوع على فن "الإتيكيت" وحسب، ولكن تتخذ معظم هذه الملصقات على جرأة تصل حد الوقاحة كوقاحة عدوان الأعراب، تعد الطلاب بالشهادات العليا والدنيا إن هم سارعوا في التسجيل بهذه الجامعة أو تلك، علماً أن هناك جامعات خارج الوطن أصبحت ـ لا تتحفظ فقط ـ وإنما لها شروط محترمة تحول دون الاعتراف بالشهادات (شهادات الرشوة)، يحضر الطالب شهرا أو بعض شهر، فيدفع فينجح، وقد ذل من لا مال له!
إن هذه المرحلة تلزمنا أن نكشف السلبيات أولاً بأول، خلاصاً من التراكم المجهول والمعروف، لنلعن أنفسنا في ما بعد!
نحن بحاجة إلى مراجعة التوجهات، وقبل ذلك الإجراءات.. ولأننا نؤمن بفكرة "السياق"، فإن المشفى الذي يلزم المريض الملقى على سرير الطوارئ، بدفع مليونين على الحساب، ويدخل المريض لاستخراج حصوات الكلى، فيخرج بلا "كلية"، إن الجامعة التي لا تشترط حضور الطالب فتهتم بحضور الدولار أو الريال، هي كصاحبها المشفى تحسبان ضمن العدوان.
والشكر موجه للدكتور فضل حراب وغيره من الشرفاء. وبالرغم من ذلك فاليمن بخير.

أترك تعليقاً

التعليقات