فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
رحم الله والدي ورحم موتى المسلمين؛ يكره الغناء كراهة تحريم. ولأن بيتنا في القرية (ذي عنقب - من أعمال مديرية مشرعة وحدنان بمحافظة تعز) كان يتوسط القرية، فقد كان شباب القرية وشيوخها يكرهون أن يزعجوا سيدي الوالد بصوت الراديو حين يذيع أغنية ما؛ تكريماً واحتراماً وتقديراً له، فمعظم آباء هؤلاء الشباب كانوا تلاميذَ له، كانوا يكرهون رفع صوت المذياع، كما يكرهون التدخين، في حضرته؛ إجلالاً وتقديراً. وقد حُرمتُ أنا من نعمة الصوت الجميل؛ فأنا أحب الأصوات الجميلة حبي للجمال بخمائله وأوراده وأزهاره وأطياره... ولقد كنت أضيق بتمحل بعض مفسري القرآن الذين فسروا قول الله سبحانه يأمر الجبال أن تردد وتتجاوب مع صوت سيدنا داود: «يا جبال أوبي معي»، فقال هؤلاء إن معنى «أوبي معه» أن تردد التسابيح والاستغفار، ولا أدري ما هي الفائدة التي يجنيها هؤلاء الأدقام (الصخور) من وراء «تحجير» الأذواق وردم أذواقها!
ثلاثة مشاهد تلفازية بعد هذه المقدمة تدفعني لسؤال السيد عبدالله الكبسي، وزير الثقافة، سؤالاً يشبه أسئلة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، ربما جهاز الأمن السياسي أو الاستخبارات العامة: كم هي -يا أخانا الوزير- ميزانية وزارتكم؟! فإذا فاقت عشرات الملايين أتعجز عن دفع تذكرة للفنانة التي غنت لثورة سبتمبر وأكتوبر، تقية الطويلية، قيمة تذكرة للسفر إلى الخارج للعلاج؟! ثم ألا يتسع مفهوم الثقافة فيفسح ولو زاوية بسيطة لفنانين كبيرين، أحدهما محمد الحرازي والثاني أحمد الحبيشي، فتقوم هذه الوزارة (الراقدة) بمعالجة هذين الفنانين الكبيرين؟! وأحسب أن قضية حرب العدوان وجهاد الخوارج من حزب الإصلاح وعملاء المخابرات الأمريكية، لصاحبها «ضلال» العليمي، لا أحسب أن هذه القضية قد استأثرت باهتمام الأخ وزير الثقافة إلى درجة أنسته واجب رعاية الفنانين ورعاية أولاد الكتاب والشعراء الذين جاهدوا بالصوت الجميل دفاعاً عن الجمهورية والوحدة اليمنية المنصورة بإذن الله!!

أترك تعليقاً

التعليقات