فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كان الرجعيون يتهمون التقدميين بأنهم حاقدون وحاسدون، وبالإضافة إلى ذلك أنهم ملحدون كفرة. وكان التقدميون يحرضون شعوب الرجعية -ويقصدون بذلك حكام الخليج- على أن يثوروا ضد حكامهم ملوكاً وأمراء وشيوخاً، وأن يشعلوها ثورة ضد القواعد الأمريكية التي هي احتلال مباشر للوطن العربي المعمور بعشرات هذه القواعد التي تحمي حكام الخليج الذين لم يكونوا -وهذا هو الواقع- غير أصحاب حكم ذاتي للإمبراطوريات الغربية الحاكم الفعلي، أميراً وملكاً وشيخاً... إلخ.
في العدوان الأممي على العراق الذي احتل الكويت ظلماً وعدواناً، انطلقت القاذفات الأمريكية من قواعد الظهران والكويت والبحرين. وفي العدوان على اليمن انطلقت القاذفات الأسرع من الموت من خميس مشيط... إلخ.
وكان التقدميون يتهمون حكام الخليج بأنهم ليسوا سوى أمناء صناديق لحكام النفط. ولا يصدق كثير من الناس هذه الدعوى، لأن قلوب قائليها معمورة بالحسد، فانجلت الأحداث مصداقاً بيناً لهذه الدعاوى، فمليارات الدولارات في بنوك أمريكا وسويسرا وأوروبا، وإذا كانت تكاليف الاحتلال الأمريكي لأفغانستان الممتد من أكتوبر 2001 حتى أغسطس 2021 قد كلفت أمريكا 83 مليار دولار أمريكي فإن أمريكا قد فرضت على قطر أن تدفع هذه المليارات. ولم يقف هذا الأمر عند هذا الحد، بل أمرت أمريكا مشيخة قطر أن تقوم بإعمار أفغانستان، وقد بدأت الإمارة بالعمارة من خلال تسيير أسطول الجو القطري محمولاً (مجوقلاً) بعشرات مهندسي الطيران الذين قاموا بإصلاح الرادارات والمرافق الأخرى.
باكستان الوهابي ضياء الحق، وتركيا الخونجي أردوغان، توسطتا أمريكا لتأخذ كل واحدة منهما حظها من الكعكة الدسمة. أما النصراني الإنجليزي (جريفيتث) فلسوف يستأثر بنصيب الأسد والفأر من دول الدعم لأفغانستان.

أترك تعليقاً

التعليقات