طلع البدر علينا (الحلقة 2)
 

محمد التعزي

محمد التعزي  / لا ميديا -
الميثاق!
من قبل أن يخلق الله الخلق، أخذ الله من عباده الميثاق الغليظ لنبي الله الكامل سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، لئن بعثه نبياً ورسولاً ليؤمنن به ولينصرنه، فقال تعالى (ونلاحظ الحذف البلاغي في عدم جواب الشرط، إذ لم يذكر الله جواب الذين أخذ منهم العهد، فلقد تحقق الجواب في قوله تعالى): { قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} (آل عمران 81).
ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى أن الخلق جميعاً من أمة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، جاء للناس كافة ورحمة للعالمين، والعالمون هم ما سوى الله من بشر وملائكة وجن وإنس وشجر وحجر... الخ.
والميثاق الذي واثق به الله الخلق واضح وضوح الشمس لكل بصر صحيح وعقل رجيح، دليل كمال الرسالة وخاتم النبوة وناسخة لشرائع السماء والأرض.
إن أخذ الميثاق، وهو العهد الغليظ، لسيد الكائنات سيدنا محمد، هو دليل كمال النبوة الماثلة في سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، واختيار سيدنا محمد من خيار من خيار تشريف للأمة العربية: { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}، فللأمة العربية أن تفخر بهذا الاختصاص السماوي والشرف المجيد الرفيع.
أمة عربية اختصها الله بكتاب عربي ونبي عربي ولغة عربية.
هذا الميثاق يدعو الأمة إلى الاحتفال بالمولد الشريف، هذا ربيع الأنوار يدعونا جميعاً للاحتفال بقدر النبي العربي الذي هو نعمة من الله.
وصدق القائل بمدح النبي الكريم:
وأنت باب الله، أي امرئ
أتاه من غيرك لا يدخلُ!

أترك تعليقاً

التعليقات