رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا -
ثماني لجان مكلفة من قائد الثورة و14 شخصية سياسية واجتماعية ودينية وازنة شاهدة على عدالة قضيته -بينها رئيس الجمهورية ذاته- لم تكن كافية لإنهاء مظلومية شرف حجر.
بعد شهرين يكمل شرف عامه الخامس منذ ذلك اليوم الذي وجد نفسه -بقدرة قادرٍ نافذ- في العراء مفصولاً من وظيفته ومطروداً من سكن شركة الاتصالات التي يعمل فيها، ومحاصراً بشائعات خصم مسنود، تحولت إلى إعلان رسمي غير قانوني في صحيفة يومية رسمية، ولم يشفع له من النبذ ثبوتُ براءته منها بحكم بات وإقرار خصمه ببطلانها أمام ملأ من"كبار الأنصار".
في مساء يوم من أيام العام 2017 كان شرف يرابط في مشفى بالعاصمة رفقة طفليه اللذين أجريا للتو عملية استئصال لوزتين، حين رن جرس هاتفه المحمول وبنبرة آمرة صارمة قال المتصل: "الأستاذ أبو أحمد يشتيكم تحضروا الآن لعنده وبلا تأخير وإلا سيتم جركم بالقوة..".
وتحت وعيد المتصل استدعى شرف أحد أقاربه وتركه برفقة طفليه وسارع لموافاة المتصل إلى المكان المحدد لتبدأ الحلقة الأولى من مسلسل غرقه في دوامة العسف الطويل ويضطر مرغماً على إهدار سنوات من جلسات التقاضي القانونية بينه وبين خصمه في المحكمة، بتوقيع تحكيم عرفي بالإكراه لـ"أبو أحمد" الذي لجأ إليه خصمه بعد استيقانه بأن المسار القانوني للتقاضي يسير بالضد له ولصالح شرف حجر.
مسلسل تحيل الصحيفة قارئها الكريم إلى موقعها الإلكتروني لقراءة حلقاته الـ23 لافتة إياه إلى أنها حافلة بغصص وأوجاع لا يحتملها أصحاب الضمائر الحية والنظيفة وتؤلف وصمة عار على جبين ثورة 21 أيلول وتحدياً صارخاً لوعودها بالعدالة مفتوحاً إلى لحظة كتابة هذا الخبر.
لقد نجح المدعى عليه عادل ياسر-وهو هامور فساد كبير- في ما رمى إليه من تكتيل ثقل الثورة في صفه وكسر المسار القانوني للتقاضي بينه وبين شرف وكان هذا كافياً بالنسبة إليه حتى مع صدور حكم المكلفين من "أبو أحمد" بالبت في القضية لصالح شرف حجر.
فـ"الثورة" باتت حائط صد بالإنابة في مواجهة حجر بتنصل المُحَكَم من التوقيع على حكم المكلفين من قبله وعدم إلزام المدعى عليه بتشريفه أو رفضه كما تقضي الأعراف. وبينما سلم شرف كل مستمسكاته في القضية للمحكمين كضمانة عند توقيع التحكيم كان غريمه عادل ياسر في حِلٍّ من أي ضمين وأمكنه الهرب والالتحاق بصفوف المرتزقة في الخارج عقب عام من صدور حكم المكلفين المعلّق بجرة قلم من "أبو أحمد"استعصى عليه تذييل العدالة بها!
"فليكن.." قال شرف وبفرط ثقة ويقين استطرد "إن للمستضعفين قائداً لا يظلم عنده أحد".. وبدأت رحلة يقينه بالعدالة ويقين خصومه المضاد بالقدرة على تعطيلها وحصانتهم أمام رياحها فـ"كلما كانت قلاع النفوذ حصينة كانت عاصفة العدالة ممتعة مهما عصفت وصراخ المظلومين أمراً مسلياً مهما طال وعلا"!
ثمان لجان كلفها السيد القائد حكمت لحجر بما ينصفه ويرد اعتباره، وتوجيهات صارمة من السيد القائد نفسه بتنفيذ مخرجات أحكامها التي تلخصت في معظمها بـ"أربعة بنود رئيسة نشرت الصحيفة نصها"... ولا جدوى ولا استجابة ولا امتثال ولا مبالاة فجدران القلعة المضادة برهنت عملياً على صلابتها وحولت سهام العدالة إلى نِصال مرتدة في نحر الثورة وجعلت من يقين المستضعفين بها شكوكاً في نبعها.
"لقد تراجع السيد عن توجيهاته" هكذا كان جواب "الخصوم" يأتي ليضفي شرعية وقحة على كل التفاف وتعطيل يعترض طريق تنفيذ مخرجات اللجان وتوجيهات السيد القائد!
كلهم شهدوا بالمظلومية لشرف حجر وكلهم وسّدوا رقبته لمقصلة الجور ووضعوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثياب الصمت والتواطؤ أمام استغاثاته لخمسة أعوام.
كلهم ألقوا أقلامهم في القضية وكلهم أهرقوا مداد الحق في مهب أوراق زهيدة استغرقت عمر المشرد في عراء العدالة وذهبت جميعها أدراج الحسرات.
وحده السيد القائد لايزال فوق شبهات السكوت عن إغاثة المظلوم بواحاً ولا بد أن يفعل شيئاً لكبح جماح الظنون في الثورة وفي وعودها وفي صدقيتها.
إنه يقيننا الذي لا قبل للمرجفين في زعزعته أو التشكيك فيه.
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
إنها قضية شرف ثوري لا قضية شرف حجر.


أترك تعليقاً

التعليقات

الخطاط الحمران بوح اليراع
  • الجمعة , 12 أغـسـطـس , 2022 الساعة 8:20:47 AM

هذا نتاج الاختراق القاتل الناعم على مقصلة الاستقطاب والتأول. نقطة ضعف الأنصار القاتلة، والقشة التي ستجعلهم يذهبون مع الريح إن لم يعوا ويتنبهوا