مؤشر للانقسام الأمريكي
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
انتخاب زهير ممداني عمدة لمدينة نيويورك ليس سوى مؤشر إلى عمق الانقسام الواقع في الولايات المتحدة، والذي سيشتد مع تعمق الأزمة الاقتصادية.
مرت سنة من ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتصعيد في كل الاتجاهات انتهى بهدنة (تراجع) مع الصين، وبتعرفات جمركية قد تبطئ وتيرة نمو الدين الحكومي؛ لكنها ستحمل المستهلك الأمريكي أعباء تضخم الأسعار.
أما الاستثمارات الموعودة لإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة الأمريكية فليست سوى وعود غير قابلة للتحقق لأسباب كثيرة لا يمكن تفصيلها هنا.
لقد انتهى التصنيع في الولايات المتحدة إلى غير رجعة وكبريات الشركات هناك هي شركات التوزيع والبيع بالتجزئة للسلع المستوردة.
لقد كان ترامب ردة فعل على غرق الولايات المتحدة وانحدارها؛ لكنه فشل لأسباب موضوعية في إيقاف هذا المسار.
ستتأرجح الولايات المتحدة كغيرها من الدول بين ظواهر سياسية متطرفة يميناً ويساراً؛ لكن اللافت أن يصل إلى سدة المسؤولية رجل يعتنق أفكاراً اشتراكية في بلد أسقط الاتحاد السوفييتي، ومنه خرجت نظرية «الإنسان الأخير» التي بشرت بأن الرأسمالية الليبرالية هي الغاية الأخيرة في رحلة تطور البشرية.
شخصياً، بين ترامب وظواهر كممداني أنا منحاز لترامب؛ بسبب وضوحه، وممداني بتقديري إفراز لثورات «سوروس» التي بدأت تضرب الولايات المتحدة نفسها.

أترك تعليقاً

التعليقات