لا مجال للقسمة على اثنين
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
إن حاضرنا الزمني وحالنا الإنساني والوطني المعبرين عن ثورة مجيدة، وإرادة صادقة لنيل الحرية وتحقيق الاستقلال، ورغبة في إحداث التغيير نحو الصلاح، يحتاجان لنوعية من العاملين المتصدرين لميادين المسؤولية، نوعية بلغت في مستوى وعيها للنهج والتزامها به الحد الذي أشار إليه الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، بقوله في ما معناه: إن المؤمن الحقيقي هو ذلك الذي يعتبر كل عمل يقوم به، عملاً من الأعمال الواجب القيام بها لكونها جزءا مما فرضه الله عليه من العبادات التي تحقق له القرب من الله وتضمن له الفوز والنجاة في الدارين. نحتاج لمَن يعي ما معنى أن أقول: أنا أتحرك في سبيل الله، ويعي ما حق هذه الكلمة على صعيد الانتماء والحركة والأداء العملي، فسبيل الله لا يقبل القسمة على اثنين؛ الله، والنفس، أبداً، ويرفض الاستئثار بشيء من فضول الحطام، ويرفض أصحاب النزعات المريضة، من كبر وطمع وعدوانية وطغيان وظلم وحب للذات وتواكل وانهزامية، والحرص على أن يأخذ قبل أن يعطي أو بعد ذلك مرفوضٌ لدى سبيل الله، لأنه عطاء دون انتظار للحظة الأخذ، وموسم للزراعة دون أن يحرص الزارع على الحصاد هو ليستفيد من ثمرة ما زرع، فهو يزرع وأجره على الله، وليكن الحصاد اليوم أو غداً، بيده أو بيد سواه، ليس مهما، المهم أنه باع من الله نفسه وماله، فلا يخل بعقد البيع والشراء بينه وبين ربه.
إننا نحتاج اليوم فقط لروحية عملية تستطيع الارتقاء بمستوى نشاطها إلى مستوى المنهاج الذي نحمله، ونتحدث عنه ونسرد مزاياه في كل مناسبة واحتفالية، وفي كل مرحلة زمنية، نحتاج إلى الشخصية الفاعلة التي تقف على كل ما قام به الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، من مهام وأدوار، وقاده من تحولات، لتكتشف على ضوء ذلك ما ينتظرها للقيام به من مهام وأدوار وتحولات هي من سنن المشروع وأصل من أصول التأكيد على حقيقة انتمائها إليه، وانطلاقتها بناءً على تمثلها له، واستقامتها عليه، وفق معاييره الداعية إلى التجدد والإبداع، من خلال الانطلاق من الواقع إلى النص القرآني، والعودة من النص إلى الواقع، وذاك ما نفهمه من قوله: عين على الأحداث وعين على القرآن.

أترك تعليقاً

التعليقات