وأنَّى لهم الشرف؟!
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
كم تبدو تافهةً ورخيصةً ومنحطةً هذه الأيام جميعُ قنوات النفاق والخيانة والارتزاق والعمالة الإخونجية التلفزية، التي أسقطت مشاركةُ يمن الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر الفعلية المعلنة في معركة «طوفان الأقصى»، إلى جانب أحرار ومجاهدي فلسطين والأمة؛ آخر ورقةِ توتٍ كانت تغطي سوءات جميع أولئك المنافقين والعملاء، ربائب السفارات، وصنائع الاستكبار العالمي، ومخازن الحقد والدمار والفرقة في العالمين العربي والإسلامي، الذين سفكوا الدم العراقي والسوري واليمني والليبي والسوداني، وباعوا فلسطين أرضاً وشعباً ومقدساتٍ في الماضي والحاضر، وعاثوا في كل بلدٍ عربيٍ وإسلاميٍ فساداً، ولم يسلم من شرهم شيءٌ على الإطلاق!
إنهم ذَنَبُ المستعمر ويداه ورجلاه ولسانه، وعدةُ وعديدُ الشيطان الأكبر أمريكا، والصهيونية العالمية، وكيانها السرطاني اللقيط، فمَن ذبح سوريةَ طوال أكثر من عشر سنوات من الوريد إلى الوريد، وقتل مئات الآلاف من نساء وأطفال اليمن، وحاصر وجوع الملايين طوال أعوام العدوان السعودي الأمريكي وحتى الساعة سوى شيوخ الوهابية والتكفير بقرضاويهم وزندانيهم وعرعورهم وأعورهم؟ ألم تكن فتاواهم هي اليد التي أشعل من خلالها الاستكبار العالمي مختلف الحرائق من المحيط إلى الخليج؟ ألم يكونوا هم المشرعين للمستعمر جميع ما قام به من استباحة للدم والعرض والمال والأرض والإنسان في كل مكان؟
ثم يأتون اليوم ليزايدوا على الأحرار والشرفاء من رجال الفعل والموقف المبدئي الجاد والصادق والثابت، الذين حملوا على عاتقهم مهمة الدفاع عن قضايا ومقدسات وشعوب الأمة، والتي تعتبر فلسطين أولاها، وأسماها وأعظمها وأهمها، وما من قطرةِ دمٍ بذلوها على امتداد تاريخهم الجهادي والنضالي الثوري الطويل إلا وشكلت جسراً للانطلاقة نحو تحرير القدس وفلسطين، لذلك فكل كلامٍ يصدر عن سواهم من الذين تلطخت وجوههم بالدم العربي والإسلامي، بعد أن غرقوا فيه من أخمص القدم حتى الرؤوس فهو كلامٌ مشبوه، ومغرض، مهما كان صادقاً وواقعياً، ففلسطين لا تقبل الدنس، ولا تتشرف بأنصاف الرجال، إنها كما قال ذات يوم عنها رئيس التحرير الأديب الفذ، والثائر العصامي الحر، أستاذنا صلاح الدكاك: فلسطين قضية الشرفاء، والشرفاء فحسب هم الجديرون بفلسطين أينما كانوا.
وأنَّى للخونج في حزب الفساد والإفساد بكل أجنحته ومكوناته، وبقية تيارات العمالة والنفاق على الرغم من تنوع وتعدد واختلاف مشاربها وثقافتها وألوانها الحصول على ذرة من هذا الشرف؟!
لقد كانوا طوال الفترة الماضية يسخرون من هتاف الحرية، ويقولون: أين هي أمريكا وإسرائيل، مستغلين عفوية الناس وجهلهم ببواطن الأمور، من الذين لم يعرفوهم على حقيقتهم، كوكلاء وأدوات لأمريكا و»إسرائيل»، وما إن انطلقت الصواريخ والمسيرات لدك الكيان، نصرةً لغزة والقدس وكل فلسطين حتى قالوا: إن الأحرار يجرون اليمن إلى حرب لن تبقي ولن تذر مع أمريكا والكيان اللقيط وسائر الغرب الأطلسي، فهل بعد انحطاطهم وخستهم خسة وانحطاط؟!

أترك تعليقاً

التعليقات