داءان قاتلان للإيمان
 

مجاهد الصريمي

مجاهـد الصريمي / لا ميديا -
لانزال بصدد المعالجة للنظرة القاصرة التي تحكم تصريحات وأطروحات بعض رجالات الدولة نتيجة حب الظهور والاستعظام للنفس، اللذين يكونان هما المحرك الأساسي لمعظم ما قد يقوله أو يفعله المصابون بهذين الداءين القاتلين للإيمان والماحقين للأجر.
وقد سبق بالأمس أن استعرضنا شاهداً من واقع الحال لهؤلاء، وفيه ما يقرب المشهد من ذهنية القارئ الذي سيجد شيئاً مما يوحي له بأن تلك الشطحات لا تعبر عن خط ولا تصدر عن نهج ولا تخدم قضية ولا تعالج أشكال، وإنما صدرت عن مطلقها لكي يقال: ''دعا فلان بن فلان إلى كذا وكذا'، وليت مثل هؤلاء كانوا على قدر من التفهم لما يطرحه السيد القائد (وفقه الله)، وإن بمستوى الـ 10%، لاستطاعوا بموجب ذلك تفادي ما يقعون فيه من سقطات ويلحقهم نتيجته من سقوط بنظر محبيهم وشعبهم.
من هنا فلا صحة لمقولة: "إن عامة الناس أو الكثير منهم لايزالون على جهل بثقافة القرآن الكريم"، لأن الواقع ينفي ذلك، فنحن أمام جيل ناشئ أكد مدى قناعته بهذه الثقافة بأفعاله ومواقفه وتضحياته، ولن نعدم الوسيلة في معرفة ذلك كله، فإن الشواهد من واقع الأحداث في ما توحي به تحركات العامة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ثمة انعكاساً حقيقياً وكبيراً لأثر الثقافة القرآنية التي استطاعت بناء جيل يعشق الشهادة ومستعد للتضحية والبذل في سبيل الله، وإلا فما الذي يعنيه وجود آلاف الشهداء الذين يمثلون دائرة واسعة في داخل المجتمع بما لهم من صلات وروابط على مستوى أسرهم وأصدقائهم ومحيطهم الاجتماعي بشكل عام، وهذا بالطبع ما أشار إليه سيد الثورة أبو جبريل (أيده الله).
من هنا نخلص إلى الحقيقة التي يجب أن نعيها كعاملين ومسؤولين في خط الثورة والجهاد، وهي أن الجميع يحتاج إلى المزيد من التذكير والتوعية والتبصير من خلال الثقافة القرآنية منهجاً وأسلوباً، وأن على المكلفين بحمل المسؤولية في أي ميدان من ميادين العمل تقديم الشواهد على عظمة وقدسية ومصداقية ما ندعو الناس إلى التزامه، لأن التقصير في القيام بالأعمال الموكولة إليكم معشر المسؤولين هو الذي سيصنع ردود فعل داخل التركيبة المجتمعية ذات آثار سلبية على أكثر من صعيد.
ولأن الإنسان لا يكفي لكسب قناعته أن نقدم له النظرية بشكل مجرد، بل لا بد في ذلك أن يسمع الكلمة التي توحي له بالفكرة، ويرى تلك الفكرة وهي تتحرك في واقع الحس بخطوات عملية تريه النظرية في سياق التطبيق العملي لها على أرض الواقع، وهذا ما حث عليه سيد الثورة، أن نستفيد من ذكرى الشهداء كيف يمكن للمبادئ والقيم أن تتحول إلى أفعال ومواقف.

أترك تعليقاً

التعليقات