رأسمال مشروعنا الثوري
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
ما كان للمشروع القرآني أن ينتج كل هذا الثمر، ويوجد كل هذه التحولات لو لم يكن له حملة حقيقيون، حملةٌ تجلت من خلالهم عظمة النهج، وكمال القائد، حملة كان معظمهم من صغار الناس، وضعفائهم، حملةٌ لا يؤطرهم مذهب، ولم يكونوا حكراً على قبيلة، أو محسوبين على منطقة ما.
لذلك وجدنا الأثر الكبير، لمثل هكذا حملة في القوات المسلحة، لأنها الساحة الوحيدة التي لم تطلها يد المزرين الهدامة، وعليه فقد بقيت مصداقاً لمشروع الثورة الجهادي التحرري الشامل. أما بقية الساحات فقد غزتها يد المزرين، وحكمتها ثقافتهم، التي هي انعكاس لقسوة قلوبهم وانحرافهم، والتي كان من أوضح الآثار المدمرة لها؛ أنْ بات الكل يحسب حساب الكبار قبل دفاعه عن حق، أو محاربته لباطل. بمعنى أدق؛ تم ربط مشاعرنا بالكبار، وحتى ولو كانت النتيجة العزوف عن النهج. وفي ذلك يقول الشهيد القائد:
وأنت تتحرك في هذا الميدان كما يتحرك الآخرون في الميدان الثقافي. لا تربط مشاعرك أبداً بالكبار، لا يكن همك أن يدخل هؤلاء الكبار، ولو بواسطة أن نقدم تنازلات لهم، أن نسلمهم زمام أمورنا، أن نمجدهم، أن نشجعهم، أن نُنَخِطَهُمْ بعباراتنا، نفرح -في هذا الوقت- ونفرح، ونفرح، هذا هو الخلل الكبير؛ لأن من دخل بإملاءات وشروط هو ذلك الذي يريد أن تكون حركة الناس على وفق ما يريد وبالشكل الذي يراعي مشاعره ومصالحه.
من هنا تأتي أهمية صغار الناس الذين هم كما يقول شهيد القرآن: أولئك الصغار من الناس الذين هم صغار في نظر الآخرين، هم من ينطلقون وليس لديهم قائمة من المصالح المادية والمعنوية، يريدون أن يسخروا هذا العمل الثقافي، أو الاجتماعي، أو الجهادي، لمصالحهم.
فهل بعد هذا البيان بيان؟!
ثم يضيف رضوان الله عليه قائلاً: الصغار تكون عادة نفوسهم طاهرة أكثر من الكبار، صغار الناس -إن صح التعبير- أي الناس العاديون عوام الناس، وهذه هي كانت نظرة الإمام علي (عليه السلام) كان يقول: «وإنما قوام الدين العامة من الناس» كان يقول لـ[مالك الأشتر] (وانظروها في عهد الإمام علي لمالك الأشتر في [نهج البلاغة]): «فليكن صغوك إليهم.. وليكن.. كذا» يوجهه لأن يهتم بالعامة من الناس، لا تشغل نفسك بأولئك الكبار.
إن وراء كل الاختلالات والأخطاء والعثرات والنكسات والسلبيات وكل مظاهر الظلم والفساد ماضياً وحاضراً شيء واحد هو؛ الارتباط بالكبار. كما يقول الشهيد القائد في ذلك: لاحظنا أخطاء حصلت في الماضي في عملنا الثقافي، وكم سمعنا من زملائنا من محاولات -بحسن نية- قد توقعنا في أخطاء أيضاً، ورأينا الآخرين هم يتحركون باسم الدين يغلطون أيضاً وهم يحاولون أن يسكتوا عن هذه من أجل أن نكسب فلاناً، ونتمشى مع هذا من أجل أن نكسبه، ومن أجل نكسب هذا الحزب، ونكسب هذا الشيخ، ونكسب هذا الشخص، هم ما عرفوا أنهم في الأخير إنما سخروا هذا الدين الذي يتحركون باسمه لأولئك الكبار.

أترك تعليقاً

التعليقات