تساؤلات عفوية
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
في مبتدأ حكايةٍ بلا منتهى، بلغت حتى الأربعاء الماضي 14 حلقة، ولم تبلغ أي منها أسماع المعنيين، لكي يقوموا بواجبهم في العمل على إنصاف شرف حجر، برفع الظلم عنه، ورد اعتباره، وإرجاعه إلى عمله، بقينا نحن المتابعين نتلقى تلك الحلقات بشغف، ونعيش كل تفاصيلها بحزن وألمٍ شديدين، لأن في محتواها عظيم المأساة، إذ كيف يتمكن أحد النافذين من الانفراد بمواطن يمني ويفعل به كل ما فعله، دون أن يلقى من يردعه أو يوقفه عند حده؟ وللأسف الشديد فقد كان لهذا الظالم شركاء كثر، ما بين علماء وسياسيين ووجاهات اجتماعية، ممَن وصلتهم مظلومية شرف حجر، فآثروا الصمت، وفضلوا الحفاظ على مواقعهم ومناصبهم، وعلاقتهم بـ(سلام الله عليه)، وقربهم منه على قول الحق والدفاع عمَن يملكه، ودعوني هنا بحكم بدائيتي ومحدودية تفكيري أتساءل:
أولاً: أليس الشخص الذي يتجه بكل ما لديه من قوة ونفوذ وسلطة لظلم فرد واحد بهذا الشكل، يوحي من خلال تصرفه هذا بأنه يمتلك المؤهلات والقابلية على أن يظلم كل أبناء المجتمع لو تمكن أكثر؟
ثانياً: ألا يوحي إصرار (سلام الله عليه) على مخالفة توجيهات سيد الثورة (حفظه الله)، بخصوص القضية ذاتها، بل وعمله بأسلوبي الترغيب تارة والترهيب أخرى، مع كل من يسعى لإيصال مظلومية شرف حجر إلى سيد الثورة مجدداً، بوجود بذور خيانية وانقلابية على كل مكتسبات الثورة المباركة توشك أن تنمو وتتسع دوائرها أكثر إذا لم يتنبه لها المعنيون من قادة ومجاهدين وثوار وأحرار هذا الشعب؟
وثالثاً: إذا كانت قضية شرف حجر قد وصلت بكل تفاصيلها إلى ثلاث فئات ممَن لديهم القدرة على عمل شيء بهذا الخصوص، بحكم مواقعهم القيادية، ومستوى تأثيرهم، المتعدد الجوانب، بتعدد مجالات عملهم، ومع هذا لم يفعلوا شيئاً خوفاً من (سلام الله عليه)، أو طمعاً بما عنده، كما قال بعضهم لشرف حجر: لا نريد أن نخسر (سلام الله عليه)، من أجلك. ألا يدعونا ذلك إلى إعادة النظر في الكثير من الشخصيات والمواقع القيادية؟ لأن مَن يسكت عن ظالمٍ صغير هو مهيأ بالدرجة الأولى لأن يسكت عن الظالمين والمستكبرين العالميين، بل ويتماهى معهم، وينخرط في مشروعهم، ويعمل لصالحهم، ويسخر كل ما لديه من أجل خدمتهم، لكون ما لديهم من القوة ووسائل الترغيب التي يخافها أو يطمع بالحصول عليها هي أكثر بملايين المرات مما لدى (سلام الله عليه).

أترك تعليقاً

التعليقات