مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
كم أحدث الإطراء الخادع والمديح الكاذب المطرزان بأبهى حلل الثناء المنسبكة بمسبك قول الزور، والمشتملة على شتى ألوان وأصناف النفاق، من زهوٍ وخيلاء وغرورٍ وتكبرٍ وتسلطٍ وعنجهيةٍ لدى الكثير من الذين نعرفهم قبل أن تختصهم الألسنةُ بكل مقاصد الإطراء وتحيطهم الأقلام بمطولاتٍ في المدح والثناء.
فلقد كانوا قبل ذلك بمثابةِ الطبيبِ الذي عقدنا عليه آمالَ شفاء هذا المجتمع من كل عاهةٍ خلفها العهد البائدُ المتمثل بنظام الوصاية والعمالة والتبعية في جسد اليمن أرضاً وإنساناً، لكنهم سرعان ما خيبوا تلك الآمال، وذلك عندما كثر الحديث عنهم بكل ما يشجي ويطربُ ويُسكرُ في الوقت ذاته، وبالمستوى الذي أفقدهم صوابهم وجمد عقولهم وشل حركتهم وأضعف قواهم وبدد طاقاتهم وحد من قدراتهم وأوهن من عزيمتهم، فظهروا للعيان كجسمٍ غريبٍ عن هذه الثورة المجيدة التي تعافت وستتعافى تماماً عند سقوط هذه الخشب المسندة بعيداً عن ساحة حركة هذه الثورة، وعند إزالة كل الحواجز والعوائق التي نصبوها في بعض ميادين الثورة المباركة بغرض إعاقة الفعل الثوري وإضعاف حركة التقدم لهذه الثورة والحد من الآثار الإيجابية التي ستعود بالنفع على كافة أبناء مجتمعنا.
ولكن هيهات لهم ذلك، لأن هذه الثورة لها المنهج الواضح في مختلف جوانبها الجزئية وخطوطها التفصيلية المعززة بخطوات فعلية تقوم بها قيادتنا المباركة ليتسنى للجميع من خلال النظر في ما يقوم به قرين القرآن سيدي ومولاي أبو جبريل، رؤية البنية النظرية وهي تطبق على أرض الواقع مسنودةً برجال الله الخُلص وجنوده الحقيقيين والصادقين.
وعليه، فمن غرتهم أنفسهم وفرحوا بما أوتوا نتيجة ركونهم إلى سابقة قدموها، والتي كانت بمثابة "بيضة الديك" التي لم يبيضوا سواها، لن يكونوا عاملَ إفشالٍ لثورتنا أبداً، وما إن جاء زمن الاختبار الذي يترتب على مجيئه الغربلة والفرز حتى فرزتهم أيامه الحافلة بالتحديات كخبيث لا صلة له بالطيب بأي شكل من الأشكال.
صحيح أنه لايزال هنالك من يعمل ضد الثورة باسمها ويلحق الضرر بأبنائها هنا أو هناك، لكن ثقتنا بالله كبيرة ورجاءنا به قوي فهو الذي سيفضحهم سبحانه.
وأخيراً لا سامح الله أولئك المداحين الذين صوروهم للناس بتلك الصورة المشرقة التي بسببها لم نعد قادرين على أن نشكو مثل هؤلاء المخربين والظالمين لأي جهة ولا لأي أحد.

أترك تعليقاً

التعليقات