بأي وجه؟!
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لا يختلف عاقلان في مسألة وجود قنوات فضائية ومحطات إذاعية ومواقع وصحف إلكترونية تابعة لقوى العدوان، سواءً على مستوى أنظمة ودول أو على مستوى فصائل ومكونات وتنظيمات ارتزاقية عميلة، خاضعة بالمطلق لممالك النفط، التي هي من حيث الأصل ضرعٌ مليءٌ بالحليب الذي تتسابق عليه قوى الاستكبار العالمي، وتتناوب على حلبه، وسكينٌ بيد الإمبريالية العالمية والصهيونية لسفك الدم العربي والإسلامي، وأن الوظيفة الأساسية لتلك القنوات والمحطات والصحف والمواقع خدمة المعركة الظالمة التي تُشنُ علينا، ليس هذا فحسب، بل إن تلك الوسائل الإعلامية المتعددة والمختلفة والمتنوعة داخلةٌ ضمن مكونات الأسلحة التي تستخدم في تدمير عقولنا ومقدراتنا وصولاً إلى مرحلة تصفيتنا والقضاء علينا بشكلٍ تام.
ولقد عرف الناس من هذه الوسائل الإعلامية المعادية الكثير، ولاسيما القنوات الفضائية، التي لا هم لها سوى النيل من شرف وكرامة أحرار اليمن والأمة، والعمل على ضرب النفسيات وتحطيم المعنويات، والنيل من الرموز والقادة الثوريين والجهاديين ومن الحركات والفصائل والشعوب التحررية والاستقلالية الصامدة المقاومة.
وقد عايشنا كيمنيين ذلك وشاهدناه بأم أعيننا وسمعناه بآذاننا على امتداد سبعة أعوام، من خلال متابعة كل ما تقوله قنوات المرتزقة والعملاء والمنافقين، ولعل أكثرها صفاقة ووقاحة وقلة حياء وقدرة على لبس الحق بالباطل ومراساً على مزاولة عملها بالكذب والتدليس هي تلك القنوات التابعة للحركة الإخونجية، التي لم تترك شاردة ولا واردة من المثالب والعيوب المبثوثة على ساحة التواجد البشري إلا ونسبتها إلينا وادعت حصرها علينا، ولقد قالت تلك القنوات فينا أكثر مما قاله مالكٌ في الخمر، فنحن لدى تلك القنوات الوضيعة كـ»بلقيس» التركية: «أدوات، مليشيات، انقلابيون، قتلة، غير يمنيين وغير مسلمين»، بل لقد نالت تلك القنوات من كل شيء يتصل بوجودنا ويتعلق بكرامتنا الآدمية، ومع ذلك كله ترى منا من يسارع لتلبية دعوة تلك القنوات بالاستضافة، متناسياً أن مجرد قبوله بالتحدث عبرها وحتى لمدة دقيقة فقط يعطي مشروعية لكل ما قالته وستقوله بحقنا، ثم يأتي بعضنا ويقول: قناة كذا وكذا الإخونجية كذبت علي وقامت بتقطيع مكالمة سابقة لي معهم واستغلتها بشكل غير مهني وغير أخلاقي، والناس يتضامنون ويتعاطفون مع هذا البعض، دون أن يسألوهم: لماذا تقبلون على أنفسكم الظهور في هذه القنوات من حيث الأصل؟ وبأي وجه تقبلون ذلك؟

أترك تعليقاً

التعليقات