سبيل الالتحاق بهم
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لقد كان للوعي بالقضية العادلة، والاستيعاب للنهج القويم الذي يحكم توجهنا الثوري والتحرري آثارٌ عظيمة، انعكست على الواقع، من خلال ما اجترحه الصامدون شعباً ومجاهدين، على مدى سبعة أعوام من الصبر والثبات والتضحية والبذل، في ظل المواجهة الشاملة مع كل قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، ولا شك أن ما جعل أولئك المجاهدين بهذا المستوى من القوة والفاعلية والتماسك والدقة في سرعة الأداء والتنفيذ للمهام الملقاة على عاتقهم، والقدرة على إيجاد كل ما يمكنهم من القيام بدورهم على أكمل وجه، هو التوكل على الله سبحانه، في سياق حركة دؤوبة تقدم معنى الاستجابة العملية لله، وتوضح طبيعة ما هم عليه من إخلاص في العبادة والتوجه والالتزام بكل منهج الله الذي ارتضاه لعباده، فهم لا ينفصلون عن المنهج، ولا يميلون عن الطريق التي رسمها لهم، ولا ينظرون لكل ما حولهم إلا من خلاله، وهنا نسأل أنفسنا ما السبيل لجعل كل ميادين العمل ساحات تحمل المسؤولية صورة طبق الأصل مما عليه الحال لدى مجاهدينا في مختلف دوائر وقطاعات المؤسسة العسكرية؟ ويمكننا تقديم الإجابة على هذا السؤال في نقطتين، نحسب أن فيهما شيئا من المعالجة والحل.
النقطة الأولى: أن نحرص على التذكير والتذكر للأهداف التي قامت ثورتنا من أجل أن تحققها، مع الحث الدائم على التزام مبادئ وأخلاقيات الثورة من قبل الجميع، إلى جانب الابتعاد عن الكسل والاسترخاء من قبل التعبويين والمثقفين والمفكرين المحسوبين على ثورتنا وتوجهنا، وأن ينظروا إلى المجتمع نظرة الأنبياء (عليهم السلام)، التي كانت تتجه إلى الناس ككل، ولم تكن مقتصرةً على الطرف المتوقع استجابته فقط، وعليهم أن يعوا أن توجه الأنبياء هو الذي يصنع القادة والرساليين، أما التوجه الآخر فلا يصنع إلا الأبالسة المستعلين على مجتمعاتهم، المنغلقين على ذواتهم، المصابين بعقدة الكبر والأنانية والغرور.
النقطة الثانية: العمل على إقامة القطاعات والأجهزة والمؤسسات التي لها احتكاكٌ مباشرٌ بالناس، إقامةً تامة على أساس كتاب الله، الذي هو المصدر الوحيد الذي نرتبط به، وهو كذلك الكتاب المشتمل على كافة التشريعات والتوجيهات التي نحتاجها في كل شيء، والقادر على تقديم ما يتطلبه بناء الفرد والمجتمع، بحيث تصبح تلك القطاعات والأجهزة والمؤسسات دعائم لإقامة النظام الذي بموجبه يتحقق التكامل والنمو والتوازن المجتمعي، إذ بوجودها على هذا الأساس ستصير بمثابة الميزان الذي يريك التعاليم التي تضمنها النهج من خلال النشاط الدائم والمستمر لوضع كل شيء في موضعه الصحيح، وبهذا تتحقق الغاية من كل ذلك، وهي إقامة النظام العادل والمجتمع العادل في كل شيء.

أترك تعليقاً

التعليقات