دليل صدقك
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا - 
لا يكفي لإثبات التزامك بالحق منهجاً وطريقةً التغني بمنجزات وبطولات المؤمنين الخلّص الذين سبقوك، أو التركيز طوال الوقت في حِلّك وترحالك على إبراز مناقب وسمات وخصائص ومواقف الشخصيات القيادية العظيمة التي تسير بسيرتها، وتعتز بانتسابك إلى مدرستها، وتعتقد بأهمية الالتزام بولايتها، التي هي أساس إيمانك، وعنوان حركتك، وامتياز تتفرد به أنت وإخوانك دون سائر الحركات والفئات والتنظيمات والطوائف الأخرى، بحيث تظل تكتب أو تتحدث عن مستوى الدرجة التي قطعتها في سلم الترقي بمحبتك لتلك القيادات، ومدى ما وصلت إليه من قناعة مفادها: أنها هي الوحيدة القادرة من بين كل قيادات الدنيا على إخراج الأمة من كل ما هي فيه من ضياع وتردٍّ وفرقةٍ وهوان وضعف ومذلة واستكانة وانعدام وزن، ظناً منك أنك بذلك التغزل قد أسهمت بتعريف العالم بحملة راية الإمام علي عليه السلام، ومهدت الأرضية لتوافد الراغبين بنصرة الحق في كل بقاع الدنيا، كي ينضموا إلى هذه القيادة الطاهرة، وشاركت أيَّما مشاركةٍ في تصحيح النظرة، وإزاحة الحجب والحواجز والعقبات التي وضعتها الثقافة الاستكبارية أمام الناس، كي لا يهتدوا إلى الحقيقة، ويقتبسوا من نورها.
والواقعُ أنك لم تصنع شيئاً، ولم تقم بأي عملٍ لصالح الحق، الذي عددت نفسك من جنده المدافعين عنه، والحارسين لحرمه، والأدلاء عليه؛ لعدة أسباب، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - إن ميدان تأكيد التزامك السير على درب الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ليس شبكات التواصل الاجتماعي، وإنما هو ميدان الحياة الواسع والمتعدد، بدءاً من موقعك في تحمل المسؤولية العملية، أياً كانت، مروراً بالسوق والحي والشارع والطريق... وصولاً إلى حياتك في بيتك مع أسرتك وذويك. بمعنى أنك لا بد أن تجعل من عملك وسلوكك وأخلاقك وأفكارك شاهداً لإثبات دعواك.
2 -  إن من السهل على كل الناس، مؤمنهم ومنافقهم، صادقهم وكاذبهم، أن يتحدثوا عن الولاية لله ورسوله والمؤمنين، ويظهروا من المحبة لأولياء الله الشيء الكثير، لذلك كان لزاماً على المؤمنين السعي لتأكيد وجودهم الخالي من الشوائب، عن طريق التزام مبدأ الولاية في بعدها العملي.
3 -  إن القيادة ليست بحاجتك كي يعرفها العالم، فهي من دونك قد استطاعت النفاذ إلى كل قلب سليم، وأقامت الدنيا ولم تقعدها في ساحة الأصدقاء والأعداء، وبات الكل يعي موقعها ومدى أهميتها وفضلها، وأسبقيتها في ميدان الخير والجهاد على سواها، وإذا أردت أن يرى الناس صدق محبتك وإخلاصك لهذه القيادة فالتزم توجيهاتها، وتحرك بحركتها، وتخلق بأخلاقها، فذاك أصدق تعبيراً وأقوى تأثيراً، وأشد أقناعاً من كل أساليب البيان بكل اللغات... صدقني!

أترك تعليقاً

التعليقات