في المسكوت عنه .. خطورة المغالطات
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
الاستخفافُ بالعقول أمرٌ لا يمكنُ السكوت عليه، وخصوصاً عندما يصدر من قبل أشخاص محسوبين على الساسة أو قادة الفكر وصناع الرأي، الذين بات بعضهم بين الفينة والأخرى يخرجون إلى متابعيهم والمهتمين بما يقولون بأفكار وقناعات وأطروحات تحتوي من السلبية والخطورة على الشيء الكثير الذي يجعلها ترتقي إلى مستوى الصدمة لجمهورهم، وبالتالي يفقد هذا الجمهور ثقته بهم، لأنهم لم يعودوا بتلك الصورة التي تكونت في الذهنية عنهم سابقاً عندما كانت الحقيقة هي رأس المال الوحيد الذي تم على أساسه مد جسور المودة والتقدير والإعجاب بين هؤلاء وجماهيرهم، أما اليوم فقد أصبحوا على درجة عالية من التمكن في استعمال الكلمات المطاطية والعبارات التي توحي بالتزام البراجماتية منهجاً وأسلوب حياة.
وقد أدهشني وأحزنني في الوقت ذاته ما سمعته قبل أشهر في إحدى القنوات على لسان أحد الذين كنا ومانزال نكن لهم التقدير والاحترام، نتيجة سبقهم في ميدان مواجهة الظالمين، وانحيازهم إلى صفوف المستضعفين، وقد تحملوا في سبيل ذلك الكثير من المتاعب بصبر، وواجهوا الكثير من الصعوبات والتحديات بصلابة، واستمروا بعزم وتصميم في السير على الخط الذي يصل بهم إلى الهدف المنشود من قبل عامة أبناء اليمن، فكيف لا أحزن عندما أسمع مثل تلك الهامة وهي تقول بأن حميد الأحمر مرحبٌ به إن أراد العودة، وتضيف أن ما يقال عن نهبه للأراضي واستحواذه على المال العام مجرد كلام للاستهلاك لا يستند إلى دليل، وهي الشخصية ذاتُها التي كانت بالأمس القريب تروي لنا فظائع شهدتها وعايشتها هي عما تضمنه سجل حميد الإجرامي واحتوته سلسلةُ قصصه الدموية، والتي تأتي فيها قصة قتل الشهيد علي عثرب في مسجده بنهار شهر رمضان وفي العشر الأواخر على يد الأحمر شخصياً، وكان من بين من شهدوا تلك الحادثة صاحبنا الذي هو اليوم يبرئ ساحة الأحمر من كل ما ينسب إليه، بل يذهب أبعد من ذلك إذ يقول: "يجب ألا ننسى دور الأحمر في إسقاط حكم عفاش".
فلماذا كل هذه المغالطات؟ وهل كان الأحمر بمعزل عن المنظومة المتكاملة التي عاثت فساداً في كل البلاد شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ووسطاً؟ ولماذا جاءت ثورة الـ21 من أيلول/سبتمبر؟ ألم تأتِ لتخليص الشعب من براثن المنظومة العميلة المرتهنة المفسدة الظالمة المتأمركة المتصهينة التي كان آل الأحمر أحد أعمدتها الرئيسية؟! ولكنه التقدمُ بالسن يا سادة وما يخلفه من تبعات لعل في مقدمتها النسيان والخرف والخلط بين الصح والخطأ، فاسألوا الله حسن الخاتمة والثبات على الحق.

أترك تعليقاً

التعليقات