في المسكوت عنه .. تعزيز الوعي بالعدو
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
إن المرحلة الزمنية التي نعيشها هي من أخصب المراحل، نظراً لما تحتويه من سمات وخصائص يمكن لها أن تسهم في بناء الشخصية التغييرية في المجتمع الحاضن للثورة والمضحي لأجلها والحامي لمكتسباتها، لذلك يجب على الفكر المهتم بالتجربة الثورية ملاحقة كل التحولات في مواجهة القوى المضادة لاستخراج العوامل التي يجب ترسيخها في وعي المجتمع، لما لتلك العوامل من أهمية فكرية وتربوية بالنسبة للعاملين في خط التغيير والمواجهة للقوى والتيارات المعادية لنهضتهم والساعية لإفشال حركتهم ووأد ثورتهم في مهدها والقضاء على الآمال والمطامح العريضة التي علقها الكادحون والبسطاء على عاتق هذه الثورة.
ولعل حجم الخطر المتربص بثورتنا ومستوى التحديات المثارة من قبل قوى الاستكبار ضدنا هما الدافعان اللذان يحفزان الجميع للمزيد من السعي والبذل لتنمية كل الوسائل التي تسهم في تعزيز القوة في التصدي لهم وإفشال كل محاولاتهم التدميرية وخططهم التآمرية التي تستهدفنا، ولا سبيل لتأبيد الثورة في نفوس أبنائها وتوطيد علاقتهم بها وإنضاج محبتهم لها وخلقهم على صورتها إلا بالعمل على إثارة أسلوب التحدي والمواجهة في كل اتجاه بالمستوى الذي تتطلبه التحديات من جانب، وبما يستثير كل الطاقات والقدرات في ساحة العمل الثوري من جانبٍ آخر.
إذ بهذا الأسلوب تصبح الثورةُ نقطة التقاء لتدفق نهر الأثر الوجداني والأثر الفكري اللذَين بهما نستطيع نقد ساحة العمل وتقويم حركة العاملين فيها والتعامل مع كل الظواهر بوعي ومسؤولية، بالإضافة إلى اكتشاف كل الخبايا التي تشكل عامل تهديد للثورة والثوار سواء على المدى القريب أم البعيد وسواءً كان مصدر هذا التهديد خارجياً ممثلاً بالاستكبار العالمي أم داخلياً ممثلاً بأدواتهم في الداخل التي تجيد التستر خلف كل واجهة وتتقن الاختفاء خلف كل قناع.
كما لا بد من العمل على استحضار العقيدة بشكل دائم ومستمر، الأمر الذي يجعلها ضابطاً لحركاتنا ونافذةً نطل من خلالها على كل الأشياء من حولنا، وبذلك تثبت الخطوة وتستقيم النظرة وتستمر المواقف المشرفة، ولعل هذا ما نستوحيه من قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله معه أو خلفه".
وأخيراً، لا بد لنا من العمل على تعزيز وعي المجتمع بالعدو من خلال إثارة كل التفاصيل والقضايا والجزئيات المتعلقة بهذا العدو، إذ بهذه الطريقة نستطيع نقل المجتمع خطوات إلى الأمام بحيث إننا سننقله من مقام التفكير بالعدو والمناقشة والتحليل لشخصيته إلى مقام العمل على التصدي والمواجهة له وصولاً إلى تحقيق التقدم المستمر وإحراز النصر التام والشامل عليه في مختلف ساحات المواجهة وكافة ميادينها.

أترك تعليقاً

التعليقات