هل نسيت؟
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
أنْ تقول عن نفسك: إنك ابن مدرسةٍ روحها القرآن، وعمودها الفقري الوحدانية، وميزانها لكل شيء هو الحق؛ رسالية الهدف والغاية، علوية الموقف والنظرة والأسلوب، حسينية المسلك والوجهة؛ جميلٌ لمَن لا يزال خارج السلطة، بعيد عن حمل مسؤولية المجتمع والأمة، لا يملك القدرة على الفعل، ولا يزال يبحث عن الناصر. لكن؛ حينما تقطع الكثير من الدروب، وتتجاوز الكثير من التحديات، وتنتصر على الباطل في أكثر من جولة من جولات الصراع، وقد عشت وقاعدتك الشعبية مراحل التكامل والاتحاد والنضج في حركة كان عنوانها: (القيام لله) في إطار منهج وقيادة؛ فالموضوع مختلف تماماً!
لأنك اليوم مطالبٌ أنْ تريني أنا المناصر الموالي الصابر الصامد المستعد للفناء في سبيل الله، ونصرةً للحق؛ القرآنَ في وعيك وبصيرتك، في قراراتك وسلوكياتك، في ثباتك وتمسكك بالهدى. وأنْ ألمس معنى وحدانيتك لله؛ في نسيان ذاتك واندكاك أناك، وغلبتك للهوى، وتحررك من الخوف والطمع، وابتعادك عن الظلم والطغيان، واجتنابك للفساد، وقدرتك على محاربة الباطل.
إن مسألة ارتباطك بالرسول والعترة (ص) اليوم لم يعد شعاراً، بل أصبح منظومة فكرية واجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية لا بد أنْ ترينيها تجسيدا عمليا من خلال كل هذه الحقول وسواها، بل في كل ميادين وساحات الحياة والأحياء.
أخا الثورة والجهاد: ليس من الرسول والعترة؛ مَن سكت عن ظالم، وضيع حق مظلوم؛ ولا مَن طلب العدل بالجور؛ ولا مَن لم يأخذ بالحسبان العمل على تخليص مجتمعه من الفقر والجهل والاستبداد فيحفظ كرامتهم، ويذود عن حرماتهم، ويحمي حقوقهم.
يا شريكي في الهم والموقف والمهمة والدور: ليس علوياً مَن يسجن لمجرد اختلاف في وجهات النظر؛ ويضيق ذرعاً بمنتقديه، ولا يقبل المراجعة من أحد، ولا يصنف معارضيه بحق، والمحتجين عليه بصدق، وناقديه بعدل إلا في خانة النفاق والردة وشق عصا الطاعة.
ليس من علي بشيء مَن يعتقل بالظن، ويخفي كل يوم شخصاً قسراً، فيمر الشهر والشهران والسنة ولا يعلم أحد ما مصيره.
عليُ (ع) لا يضيق بالكلمة، ولا يسجن على مقالة، ولا يتعامل مع الناس تعامل الوحوش مع الفرائس؛ علي؛ سماحة، عدل، رحمة، محبة، تواضع، عفو، حرية.
هل نسيت؟
سينسيك الله نفسك، فتذكر، وعد.

أترك تعليقاً

التعليقات