درر تصنع قادة
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
في هذه الليالي المباركة من شهر الله الكريم امتن الله سبحانه وتعالى، علينا بنعمةٍ عظيمة، نعمةٍ تفوق كل النعم الأخرى، لما لها من آثار إيجابية على كل صعيد، بدءًا من الأثر النفسي والتربوي والأخلاقي لدى الفرد والمجتمع، وصولاً إلى الأثر على المستوى الحركي والتغييري، الذي سوف يعود علينا بالنفع، عندما يتم له التمكن التام في دخوله إلى الساحة العملية مقيماً للنتائج، ودافعاً إلى أن يقف كل أفراد الطليعة التغييرية الثورية المجاهدة المخلصة مع نفسه، وقفة مراجعةٍ ومحاسبةٍ وتصحيح، من واقع إيماني ومن منطلق رسالي، لكي لا يقع العاملون لله في طريق الحيرة، فتبتعد خطواتهم عن خط بلوغ هدفهم المنشود، هذه النعمة هي محاضرات سيد الثورة سدده الله، التي تخاطب القلوب قبل الأسماع، لانطلاقها من كتاب الله العزيز، واشتمالها على إيحاءاته الحــــركيـــة، ومضامينـــه التربــــويــــة، ومعـانيـــه المباركة والحكيمة، وآفاقه الواسعة والممتدة التي تشمل الإنسان والكون بالمستوى الذي يعطي لكل شيء جوابا، ويشرح ويوضح جميع تفاصيل البداية والنهاية والمصير، إلى جانب بيانه لخط السير الواجب اتباعه، وإبرازه لجميع معالمه، وهكذا يشعر السامع لهذه الدرر بإنصات ورغبة بالاستزادة والفهم بالقرآن وهو يبني الواقع ويبعث الحياة، ويصنع الفكر، وينمي الإرادة، ويحمي النفوس، ويغذي الروحية ويحفظها من الدنس والنقائص، ويدفع المؤمنين نحو المزيد من العمل المنطلق من الإقرار بالوحدانية لله، وإفراده سبحانه بالعبودية فلا رب لهم سواه، فيقولون: «ربنا الله» بألسنتهم، ويعيشونها عقيدة في القلوب، ويجسدونها في سلوكياتهم ونشاطاتهم وفكرهم ونظرتهم ومواقفهم استقامةً لا تقبل الاعوجاج، وثباتاً لا مكان فيه للتراجع، واستمراريةً عملية لا تقبل الانحراف أو الضعف.
إن في ما نسمعه من هذه المحاضرات القيمة الأصولَ والمباني الفكرية والإيمانية، التي تحتاجها الأمة الشاهدة على نفسها باتباع الحق في مجتمعنا الثائر الحر، فلا تضيع في متاهات الضلال، ولا تغيب عن الساحة نتيجة سكونها إلى الدعة واحتجابها عن واقعها بحجب الغفلة أو اللامبالاة، ولا تقع من جديد أسيرةً بأيادي المجرمين والمستكبرين والمنافقين والانتهازيين والمنحرفين، ولا تنطلي عليها كل الحيل والخداعات والأضاليل التي يتقنها المشترون بآيات الله ثمناً قليلاً وعرضاً زائلاً، من الذين كانت بدايتهم لله ولكنهم تنصلوا من المبدأ وحادوا عن المنطلق في منتصف الطريق، إذ خضعوا للهوى، واندفعوا نحو إشباع المطامع، وتمحورت حركتهم حول ذواتهم، وهم لا يستغلون شيئاً لتبرير وضعيتهم تلك وإسكات الأحرار عن التعرض لهم بالنقد أو الاحتجاج على ما هم فيه كما يستغلون سابقتهم في التحرك، وأقدميتهم في تحمل المسؤولية.
إن في ما يطرحه سيد الثورة (وفقه الله)، المعاني الجليلة، التي تؤسس لحركة وعيٍ عام لدى القاعدة الشعبية والجماهيرية، فتقوم بدورها ولديها القدرة على التقييم والحكم على الأشخاص والمواقف بدقة وعمق، بالإضافة إلى أن هكذا طرحا وهكذا وضوحا وهكذا توجها وتوعية سيوجد قادةً أكفاء في كل شبر من هذه البلاد وفي مختلف المجالات، مع قطع دابر أي محاولة للمنحرفين بإعادتنا إلى نقطة الصفر، وهكذا يحمي المجتمع ثورته ويحوطها بحدقات الأعين.

أترك تعليقاً

التعليقات