في المسكوت عنه.. موجبات مرحلة التمكين
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
إن المرحلة التي نعيشها اليوم بقيادة أبي جبريل هي مرحلة التمكين التالية بخطواته العملية آيات سورة الإسراء بكل ما اشتملت عليه من آفاق تحقق الوعد الإلهي وأبعاد جريانه على يد هذا الجيل الذي عاد إلى أصالته، لا باعتبار ما احتوته الأرض من آثار أو نقوش دلت على وجود حضارة تكونت في الماضي، ولا باعتبار الرغبة بابتعاث الأقوام السابقين والعمل على التزامهم في جانب الخطاب والفكر والسعي بالانتساب إليهم والتسمي بهم، وإنما باعتبار الهوية الإيمانية التي امتن الله بها علينا وأودعها هذه الأرض دون سواها، فلا يكون لأي دعوة عرقية أو قومية أو جغرافية القدرة على أن تشكل حاجزاً يحول دون الوصول لنشوء مجتمعٍ يعيش رحابة الإيمان ويتبنى كل مفاهيمه العميقة والشاملة.
من هنا وجب علينا التزام ما تسعى القيادة دائماً لبيانه لنا، كي نصوغ بموجبه آلية التحرك التي ترسم لنا حدود ونطاقات العمل من خلال انقسام ساحة هذا العمل الثوري إلى ساحتين، تتضمن الساحة الأولى، سبل إنضاج الثورة في الداخل من خلال العمل على جعلها إطاراً للتحرك، وعنواناً للمواقف، ونظاماً تربوياً وسياسياً واجتماعياً وأخلاقياً يعمل على جعل الواقع صورة تشهد بنبل هذه الثورة وعظمة مشروعها، المشروع الذي بإمكانه جعل الحياة بكل تفاصيلها من حولنا نسخة منه، ومشهداً يدل على صدق وعمق اتصاله بالحي القيوم الذي خلق هذه الحياة والمالك لها والعالم بكل ما تحتويه وما سيعتريها والباعث من خلقه رسلاً يحملون للناس الكتب المتضمنة كل العناوين والمعالم التي يجب السير عليها والعمل وفقها.
كما تتضمن الساحة الثانية، سبل وإمكانيات نشر وتعميم ثقافة هذه الثورة ومشروعها الحضاري في الخارج ليتم بذلك الوصول إلى كل دائرة عمل الاستكبار العالمي على منعنا من الوصول إليها، لكي لا تصبح الثورة من خلال ما توجده ثقافتها من بيئة جديدة تقوم بتبنيها لتصير بذلك القوة التي تقضي بزواله وتمحو كل آثار سيطرته الظالمة على امتداد فترة تواجده الزمنية المظلمة وعهوده السوداء، وهذا ما يدعونا لمراجعة الأداء من خلال مقارنة ما نعمل بما يدعونا ويحثنا السيد القائد على العمل عليه، حينها فقط سنتمكن من معرفة الجوانب التي قصرنا تجاهها واكتشاف العوامل التي يتسنى لنا على ضوئها معالجة كل خلل وتلافي أي قصور.

أترك تعليقاً

التعليقات