شرف والخمس العجاف
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
وجدته وقد بلغ منه الحزن مبلغاً عظيماً، نتيجة ما لقيه من ظلم، ولحق به من تعسفٍ وجور، وعاشه من ألم ومر به من معاناة، كل ذلك لم يكن في زمن نظام الوصاية والعمالة وحكم السفارات بشقيه العفاشي والدنبوعي، وإنما في زمن التحرر والسيادة والاستقلال، زمن الـ21 من أيلول/سبتمبر، زمن طلوع البدر كفلق الصبح في سماء الكادحين والمستضعفين والبائسين والمظلومين والمقهورين والفقراء والمُعدمين، زمن قال فيه كل مَن سبق وعانى من ظلم ظالمٍ صادر ممتلكاته أو شردهُ من بيته وأبعده عن أهله وذويه وأطفاله ومحبيه، أو عزله بدون وجه حق عن وظيفته: لن أُظلم بعد اليوم، وكيف أُظلم وأنا في ظل ثورةٍ تحمل الكتاب المنزل من الله بالحق ليضع المقاييس وليحدد الموازين لكل شيء وفي كل شيء، من أجل إقامة الحياة كل الحياة على الحق والعدل، زمن حفيد المختار صلوات الله عليه وآله، وابن عليٍ الكرار عليه السلام، وحامل لواء الثورة الحسينية أصلاً وامتداداً من الطف إلى مران.
لقد عانى صديقي ولايزال يعاني من عدوانٍ شاملٍ لكل مجال من مجالات حياته، على مدى خمسة أعوام حتى اليوم، ولا أُخفيك عزيزي القارئ أنني بدأت أقتنع بأنه قد حيل بينه وبين مَن ينصفه ويرد إليه اعتباره، كما يبدو أن سني معاناته الخمس ستمتد إلى خمسٍ وخمسٍ وخمس، والله المستعان، لأن اليد التي أخرجته من بيته، وعزلته عن وظيفته، وقامت بالتلفيق عليه من خلال رفعها قضية كيدية بحقه إلى المحكمة جعلته يبيع ما تحته وما فوقه لإثبات براءته والدفاع عن اسمه وسمعته وشرفه وكرامته، لاتزال مستمرةً في غيها تجاهه مصرةً على ظلمها له، مستخدمةً كل ما لديها من قوة، ومسخرة كل ما تملك من نفوذ وعلاقات لمنعه من استرداد حقه ولو وصل الأمر إلى المخالفة وعدم الإصغاء لتوجيهات وأوامر السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الواضحة والصريحة بخصوص مظلومية صديقي.
صحيح خرج الحكم في نهاية المطاف لصالحه، ولكن ذلك لم يكن ذا قيمة لدى مَن صمم على النيل منه وتفنن في مفاقمة معاناته وأوجاعه، ومثلما تعامل هذا الظالم مع حكم المحكمة تعامل مع الأحكام العرفية المتعلقة بالقضية ذاتها، وتعامل مع اللجان المكلفة من قبل السيد القائد رأساً لحل هذه القضية، بالحجة التي كان يشهرها هذا الظالم بوجه صديقي المظلوم كلما تعرض باطله للإزهاق بالحق الصراح، وهي قوله: مَن هو شرف محمد حجر حتى يضع رأسه برأسي.
هكذا كان يقول وهو يرفع الكلاشنكوف في وجه شرف مهدداً بالقتل أكثر من مرة، وهكذا يتبين أن قوله ذاك لم يكن إلا قناعة تترجمها أفعاله قبل أقواله، وذلك ما يظهر من خلال عرقلته الدائمة والمستمرة لكل المساعي التي بذلتها اللجان المتعاقبة والمكلفة بحل القضية من قبل سيد الثورة حفظه الله ورعاه، بأساليب متنوعة وطرق مختلفة، لكنها بمجملها تتخذ مسارين لا ثالث لهما، هما: الترغيب والترهيب.

أترك تعليقاً

التعليقات